د. خيرية السقاف
ألسنة الناس حين تفزع لأمر، أو تدهش لأمر، أو تألم من أمر ترسل نداءها يا رب..
بكل اللغات يارب، وبمختلف العقائد يكون النداء للرب..
والرب واحد أحد لا شريك له مهما اختلفت العقائد، وجاءت مفردات النداء..
ما الدافع الخفي غير المباشر، التلقائي، المنبثق عفو الخاطر، المرتبط بالقلوب، المتعلق بنياطها،
المرتكن لمناديها ليكون الرب هو الملاذ؟!..
ملاذ الحاجة فيطلب نداء الآهة الطويلة..
ملجأ البلسم فيرتجى في الشهيق العميق..
باب الفرحة فيحضر في نداء الشكر؟
وإليه ترتكن خفقة الأنفاس، ومجرى الدمع، وفورة المشاعر، وحركة الحياة في الدخيلة البشرية
تلك التي تتحرك كعصا الراعي يهش بها على غنمه، وعصا الضارب في الحياة ينبش بها ثرى رزقه، وعصا العازف يحك بها أوتاره، وعصا الكادح يطرق بها أبواب دربه، وعصا المفكر يلج بها أبواب سراديب فكره، وعصا الباحث يفكك بها عقد أنسجته؟!..
في الخفي من ذات الإنسان باختلاف عقائده يقين مطلق بعدم فرديته، فهو ليس يعلم من نفسه كيف خلقت، ولا كيف تؤدي وظائفها قلبًا وجسدًا..
يلهث للمعرفة ويطلق دهشاته كيفما هي حال مواجهته بالخفي الصادر عنها، وبالمفاجئ القادم من كون يحتويه..
يا رب، يا الله نداء تلقائي، عفوي عن الإنسان تختلف لغاته، ومكنوناته، وبواعثه، ودهشاته،
لكن يبقى الإنسان فردًا في عصبة البشر، وفردًا في خلق الرب العظيم، وحالة واحدة وإن تشابهت، أو تعارفت في دنيا الله الشاسعة حتى يلتقيه..
فاللهم اجعل نداءنا إيمانًا، وخفقنا يقينًا، ولجوءنا طاعة، وامتثالاً، وشكرنا حمدًا، وعرفانًا..