حميد بن عوض العنزي
التعليم التقني والتدريب المهني أحد أهم المرتكزات التي تنطلق منها المجتمعات في الحقول المهنية التي تمثل أحد أهم مقومات سوق العمل لتشجيع أبناء وبنات المجتمع على فتح مشاريعهم الخاصة.
والمؤسسة العامة للتعليم التقني والتدريب المهني لدينا مرت عبر تاريخها بكثير من المراحل التي تفاوتت مخرجاتها. وفي لقاء أعضاء الجمعية السعودية لكتّاب الرأي مع محافظ المؤسسة معالي الدكتور أحمد الفهيد دار نقاش طويل حول واقع ومخرجات المؤسسة، وكيف ستواجه المستقبل الذي تبدو ملامحه متغيرة تمامًا عن الماضي، ومتسارعة بشكل مذهل عن واقعنا اليوم. وقد أجاد المحافظ تقديم صورة، تحمل تفاؤلاً لمستقبل مخرجات المؤسسة التي يلتحق بمرافقها التدريبية أكثر من مائتي ألف متدرب ومتدربة. وعلى عكس المتوقع الذي كان يعتقده البعض بأن المؤسسة بعيدة عن استشراف المستقبل المهني والوظيفي لأبنائنا وبناتنا، سمعت من معاليه تطلعات وخططًا مستقبلية، تواكب متطلبات المرحلة، ومتابعة تطورات وظائف المستقبل التي يدور حولها كلام كثير هذه الأيام. ومما أثار إعجاب الحضور أن المحافظ كان شفافًا وواضحًا في كثير من الأمور، وبعيدًا عن مجرد التنظير واستعراض الإنجازات. وقد لمسنا مدى الإصرار الذي يسعى به رغم بعض التحديات داخل وخارج المؤسسة.
مداخلتي خلال اللقاء كانت حول تقليص خيارات التدريب المهني للشباب المتسربين من التعليم العام. ونعرف أن أهم أهداف المؤسسة هو احتضان أولئك المتسربين. وهذا أعتقد أنه هدف مهم، لا يتعارض مع توجُّه المؤسسة للتعليم العالي. وقد أوضح معاليه أن المؤسسة تقدم برامج تدريب مهني قصيرة المدة لهذه الفئة, مع أنني أرى أن هذه الفئة تحتاج إلى تركيز أكثر من المؤسسة؛ لأنهم أكثر قبولاً للتخصصات المهنية؛ وبالتالي يضمن المتدرب صنعة يمكن أن ينطلق منها، ليس إلى الوظيفة فقط، بل إلى استثمارها بمشروع صغير، قد يكون أكثر فائدة من راتب الوظيفة.