علي الخزيم
اللقيمات من الأصناف التي يعجبك شكلها وطعمها أحياناً إن كانت مرشوشة بمطحون المكسرات والعسل ومطهية بالطريقة المقرمشة، لكنها مع كل ذلك غير مقبولة عندي لا سيما إذا تذكرت مكوناتها وأسلوب إعدادها غالباً؛ الأمر الذي لا يتماشى مع نصائح هيئة الغذاء والدواء، ولا يتطابق مع مقاييس هيئة الغذاء الأمريكية التي تعتمد عليها كثير من المؤسسات والمنشآت الصحية في الشرق الأوسط، فإذا كنا من الشعوب المغرمة باللقيمات؛ فكم نأكل منها في رمضان خصوصاً؟!
إذا كان السعوديون من سكان المملكة حرسها الله وقيادتها وشعبها ومقدراتها؛ حسب إحصائية 2018 نحو 21 مليون نسمة، وإن افترضنا أن متوسط عدد أفراد الأسرة خمسة؛ ويرغب كل منهم التهام عشر لقيمات، والأسرة الواحدة تفضلها خمسة أيام في الأسبوع؛ فهذا يعني - إن لم تخطئ حساباتي - أن المواطنين السعوديين في المملكة دون المقيمين يستهلكون خلال الشهر المبارك ما يزيد عن أربعة مليارات حبة ببضع مئات من الملايين، ولكني لم أحسب كم تستهلك اللقيمات من مجموع القمح المستود للمملكة إذ تقول إحصاءات المؤسسة العامة للحبوب إن إجمالي الوارد من القمح خلال السنوات العشر الماضية إلى 2018 نحو 23.5 مليون طن، وتكلفة الطن الواحد لوصوله إلى ميناء سعودي ليست بالقيمة السهلة والدعم الحكومي يخفف من العبء على المواطن، غير أن المواطن لا يلتفت على ما يبدو إلى الكميات المستوردة والتكاليف المرتفعة؛ فبعد صلاة المغرب في رمضان تلتغي الحسابات والاحصائيات؛ فهي في تلك الساعة من الأمور الجالبة للنكد المنغصة للإفطار وتأجيلها إلى ما بعد التراويح هو الأنسب لأن أحاديث هذه الفترة من الليل لن تضاف لمخزونات العقول؛ فهي فترة استرخاء الذهن وعضلات الجسم وتلافيف الجهاز الهضمي، فمن سيستوعب إحصاءاتك وأرقامك؟! وستسمع بجلستك من يقول: (يا ولد عطنا الشاهي الخاثر خلنا نرتاح من صداع سواليف الحقنة هذا).
هذا عن المواد القمحية الرمضانية، فماذا عن الرز؟ هذا يا عزيزي لا جدال فيه؛ ولن يسمعك أحد تتحدث عنه الا وسفَّه أقوالك وأرقامك، فكثيرون إذا لم يجدوا (النثري) أمامهم على سفرة الإفطار يصابون بالتشنج والدوخة المؤقتة حتى وإن لم يأكلوه فاللقيمات لم تدع أي مكان للرز في المعدة، هي عادة متجذرة بالجينات و(الكروموسومات)، ومع ذلك يجب أن تحضر الكبسة الحبيبة، وكان أحد كبار المستوردين للأرز قد توقع أن تراوح كميات الأرز المستوردة خلال 2018 بين 1.4 و1.5 مليون طن؛ وإن كميات الاستيراد ترتفع قبيل قدوم رمضان المبارك، لذلك راجعوا مشترياتكم وقارنوا الاستهلاك الحقيقي مع ما يُرمى في حاويات النفايات، غفر الله لكم.