هالة الناصر
لم يكن الحوار الذي أجراه الزميل عبدالله المديفر مع الأستاذ بدر العساكر حوارًا من نوع عادي، مع أنه شهادة للتاريخ بأن الزميل المديفر يحرص في جميع حواراته بأن لا تكون من النوع العادي ولاتمر مرور الكرام كعادة المذيع الذي يختط لنفسه مسارًا لا يشبه الآخرين مع بعض التحفظات التي أجدها في بعض ما يطرح من أسئلة ولكن هذا لا يقلل من نجاح البرنامج ولا نجاح المذيع وفريق العمل الذي يقف خلفه، حوار المديفر مع الأستاذ بدر العساكر تميز أولا بكون الضيف لم يظهر قبل هذا الحوار في أي حوار تلفزيوني بهذا الشمول، ثانيا يتميز الضيف بأنه شخصية تجد قبولا في الشارع السعودي لتواضعه ودماثة خلقه ولأنه أصبح يمثل للسعوديين عراب الأعمال والمبادرات الخيرية والاجتماعية من خلال إدارته لقسم المبادرات في مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية «مسك»، تميز مسك النوعي في مجالها بهذا الشكل غير المسبوق جعلتنا ننظر لبدر العساكر بعين الاحترام والتقدير لما يقوم به من جهد جبار في الحرص على تميز مسك النوعي، قبل مسك كانت تهدر مئات المبادرات وتمر مرور الكرام دون أن تترك أثرًا، كانت أغلب المبادرات قبل مسك لمجرد الاستعراض الإعلامي ولا تحقق كثيرًا من أهدافها الإنسانية التي أنشئت من أجلها، لذلك تتضح فراسة الأمير محمد بن سلمان في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب والذي يظهر جليا في اختيار سموه حفظه الله لإدارة مبادرات مسك للأستاذ بدر العساكر الذي كان بحجم الثقة وبحجم مسمى المؤسسة التي تحمل اسم أكثر قادة العصر الحديث بحثًا عن الإنتاجية بعيدًا عن الشكلانية وهذا ما يفسر نجاح مبادرات مسك هذا النجاح الذي يعيد ملف فشل أغلب المؤسسات والجمعيات الخيرية الأخرى إلى السطح ويثير الكثير من علامات التعجب نظرًا للأثر الضعيف في ظل توفر جميع الإمكانيات، وفي ظل النجاح المكتسح لمبادرات مسك، الحوار التلفزيوني مع بدر المبادرات ورائد العمل الإنساني أظهر قائدًا متواضعًا وبسيطًا وغير متكلف ولكنه في نفس الوقت يملك عمقًا وثقافة القائد الذي يؤمن بأن الصدق مع الذات والآخرين هو أهم أدوات نجاح المسؤول المؤتمن.