د. عبدالرحمن الشلاش
هذا السؤال قفز إلى ذهني وأنا أقرأ بعض ردود الفعل على استدعاء مسلسل العاصوف الذي يعرض حاليًّا في جزئه الثاني لحادثة اقتحام الحرم المكي عام 1400هـ من قبل الجماعة المتطرفة بقيادة الهالك جهيمان. للأسف بعض ردود الفعل تثبت بما لا يدع مجالًا للشك وجود بعض الخلايا النائمة وبعض من في قلوبهم هوى وميل للجماعات الإرهابية المجرمة يضافون إلى حسابات تدار من جهات معادية خارج المملكة.
لعل ما يجسد مثل تلك الردود السيئة رسالة تم تداولها لشخص مجهول يحتج على عرض هذه الجريمة النكراء في وقت يرى أنه من غير المقبول عرض تلك الحادثة بينما يغض البرنامج الطرف عن جرائم الإيرانيين ومظاهراتهم في مكة المكرمة حيث يرى أن جماعة جهيمان جماعة سنية سلفية ومهما اختلفنا معها فلا ينبغي إعادة تذكير الأجيال الحالية بها وكأنه في باطنه يرتعد خوفًا من نشر الوعي بين أبناء وبنات الجيل فمثل أصحاب هذا الطرح السطحي السخيف لا يدينون بالولاء إلا لتوجهاتهم وعقائدهم الموالية للجماعات المتعطشة للدماء وإزهاق الأرواح البريئة وقتل كل الصور والمعاني الجميلة في الحياة!
رغم غباء وسذاجة طرح كاتب الرسالة ومن يسيرون معه في نفس الطريق المعوج إلا أن ما يجب فهمه ونشره وإبلاغه للناس كافة أن جريمة اقتحام بيت الله الحرام وقتل واحتجاز الرهائن داخله لمدة طويلة ونثر الأشلاء والدماء في أرض مقدسة حرم الله سبحانه وتعالى فيها القتال جريمة لا تدانيها جريمة ستذكرها الأجيال لسنوات طويلة لا يعلم عددها إلا الله. كل من عاصروا حادثة الحرم ربما يعيشون الصدمة إلى اليوم غير مصدقين أن يقوم بتلك الأفعال المجرمة من يدعون الدين بينما منطلقاتهم سياسية استغلوا أجواء الجهل والعاطفة الدينية الجياشة ليجمعوا الأتباع ويستغلوا فرضية خروج المهدي ليبشروا بعصر يرون أنه سينقذ البشرية فصدق الأتباع تلك الأكاذيب ومعظمهم لا يعلمون بالتفاصيل المروعة والسيناريو الذي انقلب رأسًا على عقب داخل الحرم!
هذه الجماعة كانت البذرة الخبيثة وما جاء بعدها إلى يومنا هذا نتاج لها. كل حركات الإسلام السياسي ولدت من رحم تلك الجماعة وسيادة الفكر الصحوي لسنين طويلة وولادة كثير من الجماعات الإرهابية. كل تلك الآثار العميقة ويأتي من يهون أمرها للناس ويربطها بأحداث أخرى في محاولة مكشوفة وغبية للتمييع وخلط الأوراق والتضليل والتدليس على الناس, وترديد مقولات أصبحت مكشوفة لماذا ركزتم على جهيمان وتركتم غيره؟