ترددت قبل أن أكتب في هذا الموضوع لمعرفتي المسبقة أنه سيكون له معارضون بسبب سيطرة فكرة تم الترويج لها بكل الوسائل، (الرضاعة الطبيعية) عنوان متداول في ميادين الثقافة الصحية، وتعقد له الندوات وتؤلف عنه الكتيبات، وأعلم جيدًا حماس البعض له!! ولكن دعونا نحلل الأمر.. العالم الثالث غالبية أطفاله يرضعون طبيعيًّا! والعالم الأول أطفاله (يرضعون) من الحليب المجفف. وهنا يأتي التساؤل، أي المجتمعات متقدم وأيها متأخر!! أي المجتمعات صحة أطفالها أفضل!؟ وأيها أطفالها عرضة لأمراض سوء التغذية والأمراض المختلفة؟! والسؤال بصيغة الربح والخسارة! ماذا خسر العالم الأول من الرضاعة الصناعية وماذا كسب العالم الثالث من الرضاعة الطبيعية!! وأين تكثر الأمراض والأوبئة؟! تتعدد البرامج والمؤتمرات للحث على الرضاعة الطبيعية وكأنها الوسيلة الوحيدة التي لا عوض عنها لإنتاج أطفال أصحاء بدنيًّا وأسوياء نفسيًّا! ولكن لو تفحصنا كل إنتاج الرضاعة الطبيعية! فهل سنجد أن لديهم ما يميزهم عن غيرهم بسبب أنهم يرضعون طبيعيًّا؟! هل أطفال الدول النامية أذكى وأصح جسديا؟!
يعطي المنظرون الكثير من المبررات للرضاعة الطبيعية، ولكن لنقارن بين طفل من الدول النامية (شفط) حليب أمه ساحبًا منها كل ما خزنته من فيتامينات! وطفل أوروبي رضع صناعيًّا! أيهم أصح وأيهم أقوى بدنيًّا! وبالتالي أيهم يدرس أكثر ويتفوق!
أيهم أقوى وله بنية بدنية أفضل! وهذا يندرج على ما نقوله عن لاعبي كرة القدم الأوروبيين! نصيحتي لكل أم أن تفكر كثيرًا لأنه لا فائدة يمكن رصدها من الرضاعة الطبيعية مادام يتوفر الحليب الصناعي، بل إن من واجبها أن تحافظ على رشاقتها التي هي السبيل لمواجهة طموحات الزوج التي لا تنتهي وتعوض طفلها بأفضل أنواع الحليب الذي يوصي به الأطباء! على أن تهتم بطفلها وترعاه نفسيًّا كما يجب، لأن الرضاعة الطبيعية ثبت أنها تؤثر على صحة الأم ورشاقتها!! فيما فائدتها للطفل لم تعد أمرًا مؤكدًا! بل وتأخذ من وقتها الكثير وخاصة إذا كانت موظفة! وكثير من الأمهات الشابات أنهكتهن رضاعة الأطفال تباعًا وغيرت من ملامح أجسادهن!! ولايخفى علينا تلك الرسائل (السامة) و(المقيتة) والتي تتعرض للمرأة في أناقتها ورشاقتها يطلقها الرجال ويضعون المقارنات الظالمة بينهن وبين نساء أخريات من دول أخرى! ومما يرجح وجهة نظري في أفضلية الرضاعة غير الطبيعية، أننا نشاهد زعماء ومصارعين وملاكمين وعلماء ولاعبي كرة مشهورين من دول العالم الأول لم يشربوا إلا من الحليب المجفف! حاولو أن تتذكروا المشاهير في كل فنون الحياة من العالم الأول، هل تعتقدون بأن أي منهم رضع من حليب أمه!؟ المحافظة على رشاقة المرأة مهم في هذا الزمن، والمهم أيضًا في اعتقادي هو أن توفر الأم ليس الحليب الطبيعي الذي يوجد البديل الذي يغني عنه، بل توفير رعاية نفسية للأبناء والاهتمام بهم وإعدادهم ليكون بناة المستقبل يعتمدون على أنفسهم بتحصيل العلم وتمثل الأخلاق الحميدة ليكونوا مواطنين صالحين يساهمون في بناء وطنهم، وهذا لا يأتي من خلال تركهم في رعاية خادمة جاهلة ومن بيئة متخلفة! وخاصة إذا كانت ممن يسهل عليها استخدام السواطير وسكاكين المطبخ في صدور الأطفال لحل الخلافات مع الأم! أما الحليب فله مصادره المضمونة والمجربة على ملايين البشر.ِ