يخشى مسؤلوا المخابرات الغربية من أن يؤدي تصاعد التوتر الحالي في الخليج العربي بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الملالي في إيران إلى مواجهة عسكرية واسعة النطاق حيث زادت درجة التوتر بينهما حينما وجهت أميركا أصابع الاتهام لدولة إيران في حادثة تخريب ناقلات النفط السعودية والإماراتية التي كانت ترسوا في المياه الاقتصادية بالقرب من ميناء الفجيرة. وقد بلغ التوتر أوجه عقب شن المليشيات الحوثية التابعة لإيران ضربات بطائرات مسيرة لمحطتي خط نقل البترول داخل الأراضي السعودية.
على صعيد آخر رصدت أجهزة المخابرات الغربية في بغداد خلال الأيام الماضية اجتماعًا دعا له اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس والمسؤول عن العمليات العسكرية والعمليات السرية خارج الحدود الإيرانية، طلب فيه من المليشيات العراقية المدعومة من إيران الاستعداد لمهاجمة المصالح الأمريكية كما طالب بقية الوكلاء بالجهوزية وانتظار ورود التعليمات.
هذا وكانت إيران قد عززت من وجودها في العراق بعد غزو أمريكا له في عام 2003م وتسريح جيشه وتفكيك هياكل الدولة برمتها، وهو ما ساعد النظام الإيراني في سرعة التغلغل وبسط النفوذ وخلق «حكومة موازية» تتشابه معه في المرجعية وإدارة الدولة وذلك لتعزيز الأيدلوجية السياسية والاجتماعية.
كما لعبت الحرب الأهلية السورية خلال ما يقارب ثمانية أعوام مضت دور هام في تواجد وحدات الحرس الثوري الإيراني على الأراضي السورية، التي كان قد جلبها الأسد لحماية نظامه، وهو ما مكنه من لعب دور رئيس في مجريات الحرب وتثبيت موطئ قدم له في الغرب السوري لخلق تهديد مزيف لدولة إسرائيل بهدف استخدامه كورقة يساوم بها، على غرار ما تفعله أذرعته المارقة في حروبها بالوكالة في كل من اليمن ولبنان.
وقد استطاعت إيران خلال فترة الرئيس الأسبق باراك أوباما أن تخادع العالم وتمضي في سياساتها ونهجها المعاكس للقوى المحبة للسلام والاستقرار العالمي، فلم تنكفئ عن محاولتها لتصدير الثورة لدول الجوار، بل استمرت في إثارة القلاقل والاضطرابات ودعم الأعمال الإرهابية، مسخرة تحالفاتها السرية مع الفصائل والتنظيمات الإرهابية لشن عمليات إرهابية لتحقيق طموحاتها.
إلا أن إدارة الرئيس ترامب بدأت في تغيير السياسية مع إيران، حيث كان من أولويات إدارته إصلاح الاتفاق المبرم معها والذي كان قد اعتبره الرئيس ترامب اتفاقا معيبا في إشارة إلى الاتفاق النووي الذي كان قد وقعه سلفه بارك أوباما، فانسحب من الاتفاق النووي وقام بفرض عقوبات اقتصادية متتالية عليها لإرغامها على التفاوض حول مشروع اتفاق نووي جديد وقبول شروط أخرى تهدف في مجملها إلى منعها من حيازة التقنية النووية وضبط سلوكها التوسعي والعدائي تجاه جيرانها وحلفاء أمريكا في المنطقة.
ويرى العديد من المراقبين أن إدارة الرئيس ترامب قد أدركت مبكرًا أن سياسة العصا والجزرة لا تجدي نفعًا مع النظام الإيراني ولن تغير من سلوكه، وإن استبدالها بسياسة حافة الهاوية من خلال إعادة انتشار القوات العسكرية الأمريكية في الخليج سيعجل بقبوله ما سيملئ عليه من شروط واتفاقيات، حيث أصبح أمام خيارين أحلاهما مر.