د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ
عندما تحاور غربيا، وعلى وجه التحديد، من القارة الأمريكية الشمالية، وأكثر تحديدًا من الولايات المتحدة، ألاحظ عليه عدم المنطقية في الطرح، أقول له إن علاقاتنا معكم قديمة لها جوانب اقتصادية وسياسية وربما عسكرية استراتيجية، المملكة العربية السعودية لها وزن «جيواستراتيجي»، في منطقة إقليمية يعوزها الاستقرار وفي حاجة ماسة إلى سياسات «حكيمة»، ولن تنجح تلكم السياسات إلا بتأييد من دولة كالمملكة العربية السعودية، وأقول له، على الرغم من وزن دولتكم «الجيواستراتيجي»، إلا أنكم في حاجة ماسة لغيركم من الدول ذات الحضارة والثقافة القريبة منكم، ولكن لا بد لكم كذلك من تحالفات مع حضارات وثقافات مغايرة لحضارتكم وثقافتكم، وإن من السذاجة أن تتصوروا أن تحالفاتكم تسير «بالعصا»، العالم شيق طالما وجدت تلكم الثقافات المتنوعة والمتآلفة، ولا يمكن لنا أن نتصور أن العالم سيكون نسخة كربونية من بعض، فالتنوع الحضاري والثقافي مثل التنوع في الموارد والمنتجات سواء بسواء، وقلت له هذا التنوع والتباين في هذا الكوكب ما نؤكده ونعلمه لطلبتنا في جامعاتنا، وهنا ألفت نظرك إلى مسألة، طالما اعترفتم بها، ألا وهي جهلكم «الذريع» بالجغرافيا. عودا إلى التنوع في الثقافات والموارد، يمكن أن يستثمر إيجابيًّا لصالح بلدي وبلدك، وهذا ما أثبته التاريخ الطويل في العلاقات بين بلدينا وشعبينا، كم من المواد الخام الاستراتيجية التي نصدرها لكم وكم من المنتجات الصناعية التي نستوردها منكم، إذن الأمور تسير في مسارها الصحيح والطبيعي، فما هي المشكلة وراء التذبذب في العلاقات والتناقض في اتخاذ القرارات؟! لا بد من «طرف ثالث» لا يريد التصالح ولا أن تقوم علاقة طبيعية بيننا، ويحضرني ما قاله شاعرنا الأندلسي إبن زيدون، حينما قال وأجاد:
غيض العدا من تساقينا الهوى *** فدعوا بأن نغص فقال الدهر آمينا.
وللحديث بقية معك علك تدرك ما أقول ولعلك تراجع دروس الجغرافيا والتاريخ.