محمد بن عبدالله آل شملان
أصداء فخر متواصل غمر هذا الوطن الغالي، من جبال السروات مرورًا بوادي جازان ووادي تثليث ووادي الحمض ووادي ينبع ووادي فاطمة ووصولاً إلى هضبة نجد ومرتفعاتها شرقاً حتى انتهائها بكثبان الدهناء وصحراء الصمان وامتداد سهول نجد إلى منطقة حائل حتى اتصالها بصحراء النفود مروراً بجبال طويق والعارض وجبل أجا وسلمى وصحراء الربع الخالي، في ليلة من شهر رمضان المبارك هي نور وضياء وفرح وسرور بإطلالة قائد مسيرة الحزم والعزم والأمل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله-، ومقامه الرفيع يستقبل في قصر السلام بجدة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أصحاب السمو أمراء المناطق بمناسبة اجتماعهم السنوي السادس والعشرين.
مشاعر فخر غامر لا يحس بطبيعتها إلا من نال شرف الانتماء لهذا الوطن الكبير (المملكة العربية السعودية)، تجسد علاقة الحب والمودة والتقدير التي تربط قيادة هذا الوطن مع أبنائه، والوفاء والتقدير والاعتزاز المتبادل مع قيادة الوطن، قيادة هي دوماً تقع بالقرب من شعبها، وتضعهم في مقدمة أولوياتها، فكان الخير الكثير والإنجاز العظيم الذي وضع شعب المملكة في صدارة مؤشرات التنمية والرفاه والطمأنينة والسعادة.
صاغت علاقة الحب وقيم الوفاء والولاء والانتماء من أبناء المناطق والمحافظات لمحكوميهم من الأمراء ملحمةً ولحمةً وطنية صلبة، وسياجاً شامخاً تتحطم عند أسواره كل محاولات للنيل منها. أمراء مناطق أقوياء بعقولهم وبحكمتهم وبنضوج تجربتهم وبمواهبهم الفذة في الإدارة والحكم وتمسكهم بهدي الدين قولاً وعملاً وإيثار خير الرعية قبل كل شيء ونظرهم إلى المسؤولية بعين التكليف لا التشريف، تلك هي باختصار سر الصورة الساطعة التي تربط بين أمراء المناطق ومواطنيهم، وهي علاقة تتغنى بحب الوطن وأرواح تفتديه بكل غالٍ ونفيس.
لم تكن كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لأصحاب السمو أمراء المناطق وتوجيهه بالاهتمام بمصالح المواطنين والمقيمين ومتابعة أحوالهم وتسهيل وتيسير أمورهم بما يحقق التنمية الشاملة ويخدم مصلحة الوطن والمواطن، سوى تعبير عن رغبة قائد عظيم في أن يواصل الوطن مشواره في البناء دون انقطاع أو توقف وأن يتجاوز كل أزماته وكل تحدياته حتى تستمر مسيرة الخيرات والمنجزات والنهضة الشاملة التي تحققت على أرض وطننا، وجعلت كل فرد في مناطقه ومحافظاته جذلاً مطمئناً مستبشراً بالحاضر والمستقبل، وشديد الاعتزاز بالماضي المجيد، ينسج بها مفردات هويته الوطنية المتميزة.
مشاهد ومشاعر غمرت كل سعودي لقلوب تجمَّعت على الحب والوفاء والولاء والانتماء، وهي مكونات الوصفة السعودية للنجاح والتفوق والسؤدد، والعمل بكل تفانٍ وإخلاص للمملكة.
أمام هذه المشاعر العظيمة الجليلة نذكر الجميع بوصية عظيمة من وصايا الوالد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- «إن على الشعب واجبات وعلى ولاة الأمر واجبات.. أما واجبات الشعب فهي الاستقامة ومراعاة ما يُرضي الله ورسوله، ويُصلح حالهم، والتآلف والتآزر مع حكومتهم للعمل فيما فيه رقيّ بلادهم وأمتهم.. إن خدمة الشعب واجبة علينا؛ لهذا فنحن نخدمه بعيوننا وقلوبنا، ونرى أن من لا يخدم شعبه ويخلص له فهو ناقص»، لتظل راية هذا الوطن الكبير شامخةً، ويترسّخ أركان البناء لكل ما فيه خير أجيال الحاضر والمستقبل.