أ.د.عثمان بن صالح العامر
البعض منا ما زال لم يستشعر بعد الحال التي نحن فيها، ولذا فهو لا يكترث كثيراً بالتحذيرات التي تصله باعتباره مواطنًا سعودياً في الأساس، وجندياً حقيقيًّا في معركة الوجود التي تجري اليوم على قدم وساق ضد أعداء وطننا المبارك.
- يقال له ويحذر من تصوير المشاهد والمواقع والأحداث التي يمكن أن يوظفها العدو ضدنا بأي صورة من الصور، ومع ذلك يصور ويرسل ويعلق ويغرد وينقل الأرجايف والأخبار المكذوبة والصور المفبركة في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وكأنه مصر على أن يكون طابوراً خامساً في خندق العدو مع معرفته المسبقة بالعقوبة التي قد تلحق به جراء صنيعه هذا.
- يأتي التنبيه بخطورة ما آلت الأمور وعواقبها جراء إعطائه المتسولين في الشوارع والطرقات وعند أبواب المساجد والصرافات، فما يأخذونه من مال غالباً يعود خنجراً في خاصرة الوطن كما أثبتت التحقيقيات والشواهد والمتابعات، ومع ذلك ما زال يصم أذنيه عن سماع هذه الحقيقية وكأنه ليس هو من ضمن المعنيين بهذا التنبيه الهام.
لا بد أن نستشعر المسؤولية الأمنية بكل قوانا العقلية ولا تعبث بِنَا مشاعرنا العاطفية، ويكفي ما اكتوينا فيه من قبل جراء إحسان الظن والطيبة المبالغ بها التي استغلت من قبل الغير سلباً -للأسف الشديد- حتى ظن البعض من العرب والمسلمين فضلاً عن غيرهم ممن أحسن لهم سنينًا طويلة أننا جدار قصير الكل يقفزه وأنهم شركاؤنا على الحقيقة في كل شيء، ولا نملك من القوة والشجاعة أن نقول لكائن من كان لا.
لقد بايعنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان على السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر، وإذا كانت طاعتهم حفظهم الله ورعاهم ونصرهم وحماهم واجبة في زمن اليسر فهي كذلك في العسر، فالعدو يبحث عن الزلة، ويفتش في الصفوف عله أن يجد ثغرة ينفذ من خلالها ليجوس في الديار خبثاً ومكراً وفساداً وإفساداً، فحذاري أن يخترق الجدار الوطني متراص اللبنات، وإياك إياك إياك أن تكون بوقاً يسابق غيره في نشر الشائعات التي قد تضعف العزائم وتبث الوهن وتولد الهزيمة النفسية لا سمح الله، إذ الواجب منا جميعاً التفاؤل والتكاتف والتآزر والإعراض عن القيل والقال، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، وأخذ الأخبار والمعلومات من مصادرها الرئيسة الموثوقة فرب كلمات كانت أشد من وقع الرصاص زمن الحروب والفتن.
أمر مهم جداً ألا وهو أننا في شهر فضيل وفِي يوم الجمعة الذي فيه ساعة لا يدعوا فيها مسلم بدعوة إلا استجيبت له مالم تكن إثماً او قطعتي رحم، فبادر فيها بالدعاء لولاة أمورنا، وجنود وطننا، وعلماءنا، ودعاتنا، وساستنا، ومستشارينا إذ إن من أوجب حقوق قادة بلادنا بلد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية الدعاء لهم، والثناء على صنيعهم، والشكر لما يقدمونه ويبذلونه من أجلنا، والوقوف خلفهم -مع بقية المواطنين- صفاً متراصاً، ولبنات متماسكة، ويداً واحدة في مواجهة المحن والتحديات، وفِي وجه كل من أراد ببلدنا وأمننا وقادتنا وأهلنا ومن في حمانا من ذمي ومستأمن بسوء كائنا من كان. حفظ الله قادتنا، وحمى بلادنا، ونصر جندنا، وأذل أعداءنا، وأدام عزّنا، ورزقنا شكر نِعَمه، وأبقى لحمتنا ووحدتنا والتفافنا حول أمرائنا وعلمائنا، ووقانا جميعاً شر من به شر، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام..