فيصل خالد الخديدي
- مواقع التواصل منصة إعلامية وإعلانية مفتوحة ومنبر تعريفي متاح للجميع وساحة حرة للتواصل وطرح الرؤى والأفكار والاتفاق والاختلاف والإنسان محكوم بمنطقه وعباراته تشي عما بداخله والجميع ملزوم بأدب الحوار وثقافة الاختلاف في نقاشاتهم، والنقاش مختبر العقول، وما تشهده الساحة التشكيلية في مواقع التواصل أمر صحي مالم يتجاوز الحدود، وفي نهاية المطاف من لم يقدر مساحة الحرية ويعطيها حقها من الشفافية والاحترام فإن إشراقته المنشودة من خلالها ربما تعود عليه بالاحتراق، فالفضاء الحر محكوم بنظام وحريتك تنتهي عند حرية وحقوق الآخرين.
- يسعى كل صاحب منجز إلى تقديمه بالشكل اللائق والمشرق الذي يستحق ويسلط الضوء على منتجه من خلال الأقنية التي تناسب طبيعة هذا المنجز والمبالغة في تسليط الضوء على منجز لم يكتمل يصل به للاحتراق لا محالة فالضوء كما ينير يحرق.
- متربصون بكل ضوء يخالفونه يشاكسونه ويعاكسونه رضوا بأن يكونوا خلف كل عمل ليس للنقد والتقويم ولا للدعم والتطوير ولكن للاقتباس من نور المنجز ولو نالوا من صاحبه.
- يحلم بأنه منتهى الحكمة ومصدر المعرفة، كل ما سواه رأي يحتمل الخطأ أكثر من الصواب، يظن أن الحق والمنطق فيما ينطق، وكل التشكيلين وهم وليسوا على حق إلا من خلال بوابته ينشد الضوء ليضيء له ويظهر به, ولم يعلم أن الضوء الذي ينشد كشف سوءته وضعف منطقه فأحرقه.
- بين ضوء حقيقي مستمر وفلاشات متقطعة في مواقع التواصل يبقى المنجز الإبداعي والمنتج الفني هو الضوء الحقيقي والأكثر دوامًا واستمرارية من الفلاشات الزائفة الزائلة التي تحترق وتندثر بانتهاء وقت آثارتها.
- الساحة التشكيلية المحلية مجال خصب للظهور والبروز بمنجزات فنانينها ومشرقة بإبداعات مبدعيها وتتسع لكل النجاحات، والفرص متاحة لكل مجتهد، ضوؤك لن يطفئ ضوء الآخرين ومنجزك لن يلغي منجز غيرك، ونجاح شخص لا يعني فشل الآخرين، والإشادة بنجاح شخص لا يعني الإساءة لغيره.
- الضوء ذلك المبهر الذي يضيء العتمة وتزهو به الألوان وتظهر، ينشده الكثير للإشراق ولوضوح الرؤية، والبعض يسرف في طلبه للظهور والبروز ويغريه الضوء ولمعانه ولو كان فيه احتراقه كفراشات تتقاذف في النار ناشدة الضوء.