محمد المنيف
الرجال لا يحسبون أو تكون لهم قيمة ومقام إلا بالمواقف وقد حظي الفن التشكيلي الرافد المهم ضمن روافد ثقافة الوطن بالعديد من الرجال يسرنا أن نستحضر أسماءهم تباعًا في هذه الزاوية منهم الراحلين -يرحمهم الله- أو من هم على قيد الحياة تقديرًا منا لجهودهم وإسهاماتهم الرسمية أو الشخصية من مسؤولين في قطاعات حكومية أو من القطاع الخاص واليوم يسرنا أن نذكر سعادة الدكتور ناصر الحجيلان الذي تسنم عددًا من المناصب منها وكيلا للشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام قبل انفصال الثقافة في وزارة مستقلة. أسهم وقتها بدور كبير لا يمكن أن يغفله الفن التشكيلي وفنانيه حيث كان متابعًا متجاوبًا لأي أمر يدفع بالفن التشكيلي ومن ينتسب إليه حاضرًا في المعارض مشجعًا كما هو داعم لبقية الأنشطة في الوكالة.
لم يتوقف دعم د. ناصر الحجيلان عند حدود تلك المساهمات المعنوية بل حقق لجمعية التشكيليين وقت رئاسة (كاتب المقال) لمجلس إدارتها ولثقته في الجمعية وأعضائها حينما تقدمت له بطلب رفع رغبة الجمعية في الحصول على قطعة أرض لبناء مقر لها. لم يتردد مع شيء من الشك أن الجمعية ما زالت تخطو خطواتها الأولى إذ لم يمر إلا سنوات قليلة على إقرارها من معالي وزير الثقافة والإعلام في ذلك الوقت الأستاذ إياد مدني وبدعم من د. عبدالعزيز السبيل.. وتم دعم الرغبة والخطاب من د. ناصر وتأييده باستحقاق الجمعية التي سيكون لها شأن في قادم الأيام كما أشرنا في خطابنا.. ولم تمر أشهر إلا والتوجيه من معالي وزير الثقافة والإعلام إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية التي لم تتردد في توجيهه إلى أمانة مدينة الرياض التي بدورها حققت الحلم بمنح الجمعية قطعة أرض بمساحة عشرة آلاف وثمانمئة متر صالحة للمقر والاستثمار. بهذا بقي اسم الدكتور ناصر الذي كان حلقة الوصل بين رغبة الجمعية وبقية الجهات ما أبقاه في تاريخ الجمعية بهذه المنحة من وطن وعهد الخير إلى فئة من أبنائه المبدعين تشكيليين وتشكيلييات.