لاباز - أ ف ب:
أعادت وفاة حكم في بوليفيا خلال مباراة على ارتفاع أكثر من أربعة آلاف متر، فتح النقاش حول المنافسات على ارتفاعات شاهقة والتي حظرها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لفترة بسبب خطورتها على صحة اللاعبين. وتعود مسألة خطورة المباريات على الارتفاعات إلى السطح بانتظام في دول جبال الانديز، مثل الاكوادور وبوليفيا والبيرو وكولومبيا، الفخورة بتضاريسها الوعرة، في مواجهة أبرز دول أميركا الجنوبية كرويا أي البرازيل والأرجنتين التي يشكو لاعبوها من نقص الأوكسجين مقارنة مع المحليين. الأحد الماضي، أصيب الحكم فيكتور هوغو هورتادو (32 عاما) بنوبة قلبية في الدقيقة 49 من مباراة أولويز ريدي وأورينتي بتروليرو ضمن دوري الدرجة الأولى. أسعف للمرة الأولى على أرض ملعب «إيل ألتو» البلدي، أحد أعلى الملاعب في العالم على ارتفاع يبلغ 4090 مترا. نُقل على حمالة وتأرجحت ذراعاه فيما وُضع له قناع أوكسجين قبل وصوله إلى المستشفى، لكنه أسلم الروح بعد تعرضه لنوبة قلبية ثانية. كشف التشريح عن «انسداد حاد» في شرايين القلب، بحسب ما قال أول مسعفيه الطبيب إريك كوسينر لوسائل إعلام محلية.
حادثة أعادت إثارة جدل حساس في بوليفيا: هل ترتبط الوفاة بالارتفاع؟ بحسب رئيس الاتحاد البوليفي لكرة القدم سيزار ساليناس «أشخاص من الداخل والخارج لا يحبوننا سيحاولون استخدام هذه القضية (للإضرار بكرة القدم البوليفية)، فيما تم التأكد أن (اللعب على ارتفاع) ليس مضرا» بصحة اللاعبين. تابع «يتعلق الأمر بموت فجائي، بحسب طبيب المنتخب (البوليفي). قد يحدث ذلك في أي مكان وأية ظروف، سواء كان الشخص شابا أم عجوزا». بحسب الطبيب كوسينر، فالضحية «لم يكن يعاني تورما رئويا وهذا ما تبين قبل تضرر نظام القلب».
سلك لويس لاريا رئيس كلية الطب في لاباز الاتجاه عينه مستندا إلى عدم وجود تورم لدى هورتادو «من الممكن أن يكون لديه مرض سابق أو ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم». في المقابل، يتساءل مقربون من الحكم حول هذا الموت الفجائي. وقال بيدرو ساوسيدو رئيس لجنة التحكيم في بوليفيا ليومية «لوس تيمبوس»: «بين الشوطين، لم يظهر أي علامات تعب، أو أي شيء مشبوه، حتى أنه كان يمازح» الآخرين.
-»غير انساني»-
وفقا لقريبه أورلاندو هيريرا، اعتاد هورتادو على العيش والعمل على ارتفاعات عالية، فهو «عاش لفترة في ألتو (ضاحية لاباز). قبل بدء مسيرته في التحكيم، عمل في قطاعات مختلفة، ولم يشتك من مشكلات في القلب». وفي محاولة لوضع حد لهذا الجدل بادر الاتحاد البوليفي «لدعوة أربعة اختصاصيين محترفين في هذا الموضوع لتقديم تقرير سريري وطبي» في غضون عشرة أيام، بحسب ما أفاد رئيسه. قبل عامين، علق نجم هجوم البرازيل نيمار، أغلى لاعب في العالم (222 مليون يورو) في الخامس من أكتوبر 2017 عبر موقع «انستاغرام» على صورة مع زملائه المزوّدين بأقنعة الأوكسجين «اللعب في ظروف كهذه غير إنساني». بعض الهزائم التاريخية طبعت تصفيات كأس العالم في أميركا الجنوبية. عام 1993، سقطت البرازيل بثنائية على أرض بوليفيا، فيما سُحقت الأرجنتين في 2009 بقيادة مدربها حينها دييغو مارادونا بنتيجة 1-6. وعلى النقيض من ذلك، تبدو نتائج بوليفيا خارج أرضها أقل نجاحا. في مايو 2007، منع الاتحاد الدولي إقامة مباريات على ارتفاع يفوق 2500 متر فوق سطح البحر لحماية صحة اللاعبين. هدد إيفو موراليس، الرئيس البوليفي العاشق للكرة، باللجوء إلى الأمم المتحدة بسبب «التمييز».
أكدت السلطات الكروية أن اللعب على مستوى البحر بدرجة حرارة مرتفعة أخطر بكثير من اللعب في المرتفعات، مشيرة إلى وفاة لاعبين عدة وفي أوروبا تحديدا». عاد الاتحاد الدولي في وقت لاحق عن قراره في العام 2008.