خالد الربيعان
مليارات وملايين الدولارات قد نقف أمامها كل عام ونحن نفتح أفواهنا ونحدق أعيننا تعجبًا من هذا التطور الهائل في اقتصاديات كرة القدم وذلك عندما نقرأ تقرير مجلة فوربس المتخصصة عن قائمة أغنى الأندية في العالم التى تصدرت فيه أندية مثل ريال مدريد ومانشستر يونايتد وبرشلونة قائمة العشرة الأوائل.
وبدورنا نحن سنعرض هنا خمس حقائق جعلت هذه الأندية تصل «للمليارات» من كرة القدم:
الحقيقة الأولى: هي أن الأزمات الاقتصادية للدول لا تؤثر على الأندية فإذا ذكرنا مثالا على ذلك فإننا سنتحدث عن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي مرت بها إسبانيا في الفترات الماضية والتي اضطرتها لطلب 100 مليار يورو مساعدات اقتصادية من دول أوروبا، ورغم ذلك وجدنا ريال مدريد يتربع على عرش قائمة الأندية الأغنى بقيمة بأكثر من أربعة مليارات دولار، ويأتي برشلونة ثالثا بحوالي ثلاثة مليارات دولار.
الحقيقة الثانية: وهي البث التلفزيوني «وحش» الأرباح حسب وصف مجلة فوربس, ويظهر الدوري الإنجليزي الأغنى بفضل بيع حقوقه التلفزيونية بأكثر من 6.5 مليارات دولار.
الحقيقة الثالثة: وهي قنوات الأندية الخاصة التي تعتبر عاملاً مؤثرًا في الأرباح فنادى مثل كورنثيانز البرازيلي كان أول فريق غير أوروبي يدخل في قائمة أغنى 20 ناديًا في العالم وذلك بعد إطلاقه القناة الخاصة للنادي في 2011 والتي تعتبر طفرة تحدث للمرة الأولى في البرازيل فكانت عاملاً مؤثرًا لوصوله لمرتبة عالية في قائمة الأغنى بين عمالقة أوروبا.
الحقيقة الرابعة: وهي الإنجازات والبطولات التي تعتبر «طريقًا مضمونًا» للأرباح مثل ريال مدريد الذي استند في عقود الرعاية على بطولاته وتاريخه بفوزه بالبطولات 64 بطولة محلية، 18 بطولة قارية و5 بطولات عالمية، بالإضافة لقيمة نجومه الفردية في الأعوام السابقة أمثال البرازيلي رونالدو وزيدان ودافيد بيكام وراؤول جونزاليس وأخيرًا كريستيانو رونالدو وهذا ما زاد من أرباح الريال بنسبة 62 % من عقود الرعاية.
الحقيقة الخامسة: وهى المدرجات «الخاوية» لا تحقق أرباحًا
200 مليون دولار كانت أرباح ريال مدريد من الحضور الجماهيري في مباريات الفريق بملعب سنتياجو بيرنابيو، ريال مدريد تصدر أيضًا قائمة الأندية العالمية التي تحقق أرباحًا من عائد الحضور الجماهيري، ويسعى الريال لمضاعفة هذه الأرباح لتصل لـ 400 مليون دولار مع حلول عام 2020.
وإذ تحدثنا أخيرًا من ناحية النشاط الاقتصادي فلقد فرض عملاق الدوري الألماني بايرن ميونخ سيطرته على هذا القطاع محققاً عائداً بلغ 180 مليون يورو.
وفي النهاية إذا أردت أن أقارن بين أندية أوروبا وأنديتنا العربية فإننى سأجدها خارج التصنيف كأغلى الأندية نظرًا لعدم توافر الإمكانيات باستثناء أنديتنا السعودية التي تعتبر الأقرب في دخول هذا التصنيف العالمي لأغلى الأندية إذا أحسن التعامل مع المعطيات وتغيرت خريطة المشاركات فبالرغم من احتلال رجال الأعمال العرب اقتصاد معظم الأندية العالمية إلا أن الاستثمار في أنديتنا العربية بعيد جدًا عن اهتمام هؤلاء الرجال نظرًا لضعف القوانين الجاذبة سواء كانت قوانين استثمارية أو قوانين عدالة المنافسة.
** **
- مستشار تسويق