مها محمد الشريف
هناك تفسير خطير يمكن إيراده على التصعيد الأخير من جانب إيران، متجاهلة تحذير وتهديد السيد ترمب. وبينما هي تعبث وتخطط إذ دفعت المعلومات الاستخبارية، البيت الأبيض إلى إرسال قوة عسكرية ضاربة إلى الشرق الأوسط، تحسبًا لهجوم إيراني وشيك، وهذه دون شك قناعة بات التسليم بها أمرًا ضرورياً، بعد أن رصدت الصور التي التقطت لقطع صواريخ على متن قوارب صغيرة في الخليج العربي، وهو مؤشر على هجوم إيراني وشيك على قطع بحرية أمريكية في الخليج.
لا يمكن للسياسة الحقيقية أن تتقدم من دون أن تنحني أمام الحق، وتتحدد بوصفها مجالاً لممارسة المشروعية القانونية الدولية، وإيقاف الصواريخ الموجهة إلى المملكة وغاية هذا الالتزام الحقوق والواجبات، فإذا كان الإقرار بذلك مسلمًا به يجدر بنا القول إن إيران تجاوزت كل الأعراف والحقوق من خلال انتهاكات فادحة في الدول العربية، وعلى المملكة العربية السعودية وبقية الدول أن تعيدها إلى صوابها وإيقاف جرائم نظامها الإرهابي وسلوكه المدمر.
حين يسقط نظام طهران قد يصبح بالإمكان مفهوم نهاية الإرهاب، وتصبح منطقة الشرق الأوسط تتمتع بكامل استقرارها وأمنها وسيادتها التاريخية والجغرافية، وانطلاقًا من هذه الحقوق المشروعة يجب أن تتخذ الإجراءات اللازمة من أجل إيقاف إرهاب وفوضى طهران وتجاوزاتها وانتهاكاتها.
في الواقع نحن مواجهون بأعداء تصنع الأزمات لتغدو أكبر وأكثر خللاً على مدى عقود طويلة، ولن نتزحزح قيد أنملة قبل تفكيكها وإعادة الأمن والأمان لمنطقتنا. من هنا، جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين لبحث اعتداءات إيران، وذلك يوم 25 رمضان الحالي في مكة المكرمة، رحّبت الدول الخليجية والعربية بدعوة القمتين في رحاب مكة المكرمة.
وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، إن هذه الدعوة للتشاور والتنسيق حول الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة وتداعياتها على الأمن والاستقرار «ليست بالغريبة من القيادة السعودية التي طالما حرصت وعملت على ترسيخ الأمن والسلام في المنطقة»، مشيدة بالدور القيادي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «في كل ما يجمع الكلمة ويوحد الصف وينسق المواقف».
في ظل هذا التكاتف يتمثل توافق تاريخي وإجماع على إرهاب إيران والوقوف صفاً واحداً ضد تاريخ أسود من التخريب والاضطرابات بأمن المنطقة، وإعادة العواصم العربية التي دمرتها ميليشيات إيران الإرهابية إلى الصف العربي، لا شيء يسمح لنا بالخلاص من نظام طهران الذي دأب على إثارة الفوضى والفتن إلا مواجهته.