سعود عبدالعزيز الجنيدل
منذ وطئت أقدامنا سيدني، ونحن في سباق مع الزمن، فالأعمال التي تقوم بها وزارة الشؤون الإسلامية في أستراليا بشكل عام، وسيدني بشكل خاص، تستدعي جهوداً مكثفة حتى نستطيع تسليط الضوء ولو قليلاً على حجم تلك الأنشطة.
زرنا في اليوم الأول، وتحديدًا بعدما لمست أقدامنا مطار سيدني، مفتي عام أستراليا، الذي أثنى كثيراً على ما تقدمه المملكة حكومة وشعباً.
كما ذهبنا بعد ذلك إلى إفطار مركز الدعوة الإسلامي الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية، ويرأسه الملحق الديني في أستراليا أنور الصولي، والحقيقة أن المكتب يؤدي أدواراً كبيرة، وله إسهامات ملموسة يشيد بها الجاليات الإسلامية في سيدني، الذين فرحوا كثيراً بما تقدمه الوزارة من برامج في شهر رمضان الكريم، لا سيما برامج الإمامة وإفطار الصائمين وهدية خادم الحرمين الشريفين لتوزيع التمور.
ومن حسن حظنا أننا زرنا مركز اتحاد مسلمي أستراليا، ذلك المركز الذي يعد بحق أنموذجاً يجب الاحتذاء به، وبحسن إدارته من قبل الشيخ شادي السليمان، الذي جهز مركزاً احترافياً يضم بين جنباته العديد من الأنشطة التي تستهوي شرائح المجتمع المختلفة، فالمركز يشتمل على مسجد، وصالة رياضية كبيرة، فيها العديد من الأجهزة والمعدات الاحترافية، ويوفر كذلك أطعمة ومشروبات لذيذة، والحقيقة أن هذا المركز لا يقدم هذه الخدمات من باب تقديم الخدمات فقط، ولكنه يقدم خدمات احترافية، لا شك عندي أنها تنافس أعرق مزودي الخدمات، وهذا بصراحة لم أشاهده من قبل، وكل هذه الخدمات متاحة للجميع سواء مسلمين أو غير مسلمين، وكم أتمنى أن يستفاد من تجربة هذا المركز الرائدة في توفير مكان احترافي يستقطب شرائح المجتمع المختلفة من رجال ونساء، وكذلك يستفاد من الإدارة الاحترافية للشيخ شادي السليمان.
وفي يومنا الثاني توجهنا إلى العاصمة الأسترالية كانبرا، التي تبعد قرابة 286كم عن سيدني، وزرنا جامعة كانبرا التي أقام فيها مكتب الدعوة الإسلامي مائدة إفطار حضرها عدد كبير من الطلاب المبتعثين، والمغتربين، في جو روحاني، يتناسب مع هذا الشهر الفضيل،
وكذلك تواصلت هاتفياً مع مفتي عام نيوزيلندا الذي تحدث كثيراً عن جهود المملكة العربية السعودية عندهم، وخصوصاً في شهر رمضان، وفي الحقيقة كان كلام الشيخ كلاماً نابعاً من القلب، حتى إنه ذكر أن الجاليات الإسلامية في نيوزلندا تعودت كثيراً على التمور التي ترسلها المملكة في شهر رمضان، ولا تكاد تدخل بيتاً من بيوتهم إلا وتجد التمر موجوداً عندهم.
وعند هذه النقطة حزمنا حقائبنا استعداداً للسفر إلى ملبورن، وهي ما سأتطرق في المقال القادم...