عبدالعزيز بن سعود المتعب
من الوفاء الإشارة إلى مواقف الرجال الذين لهم فضل على الأدب الشعبي فضلاً عن رحيلهم عن هذه الدنيا الفانية، ومن أبرزهم الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - وأستشهد ببعض أقواله التي وثقها (التراث الشعبي) الذي صدر عن الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون آنذاك : (إن العناية بالتراث الشعبي تعد ظاهرة طبيعية تدل على مدى وعي الأمة ورقيها الحضاري ونضوجها الفكري، حيث تجد الدول المتحضرة تؤسس المعاهد وتنشئ الأرشيفات لجمع آدابها وتصنيفها ودراستها على أسس سليمة، وذلك لما في ذلك من الفائدة العلمية والقيمة التاريخية لها).
وكذلك قوله رحمه الله : (إن الشعر النبطي من أغنى عناصر التراث وأغزرها مادة وأكثرها التصاقاً بواقع الحياة والمجتمع، إذ إنه يستقي مواضيعه من حوادث التاريخ وقيم المجتمع وممارسات الناس اليومية، فهو النافذة التي تمكننا من التطلع إلى أعماق هذا الماضي الذي يبدو بعيداً، على الرغم من قرب عهده، فهو الوثيقة الوحيدة بين أيدينا والتي من خلالها نستطيع أن نستشف أنماط الحياة الماضية ونستشرف آفاقها).
وقوله - رحمه الله - : (إن رفض المأثورات أو الآداب الشعبية لا ينفي وجودها إطلاقاً، وإن المرء ليأخذه العجب من أولئك الذين يحاولون أن يتجاهلوا الأمثال والحكايات والأهازيج التي يرددونها كل يوم).