عثمان أبوبكر مالي
تأهلت الفرق السعودية الأربع المشاركة في دوري أبطال آسيا إلى الدور الثاني (الدور ثُمن النهائي) من البطولة متجاوزة (دور المجموعات) كما هو متوقع، بمنتهى السهولة، وبأقل مجهود؛ وذلك على اعتبار أن البطولة لم تكن من (أولويات) أي من الفرق الأربع في مرحلتها الأولى التي كانت مبارياتها (متداخلة) مع المسابقات المحلية، وهي تمثل الخيار الأول والأهم (الموسم المنقضي) لممثلي الكرة السعودية في البطولة، بل إنها أصبحت الخيار الأخير لأكثر الفرق، وفقًا لظروفها.. فالاتحاد (مثلاً) أصبح كذلك بقوة بدخوله الصراع على عدم الهبوط مبكرًا جدًّا، وتحولت إلى الخيار الثالث لفريق النصر الذي كانت أغلب مشاركاته في الدور التمهيدي بفريقه الرديف، وربما الهلال هو (الاستثناء)؛ إذ يصنف مسؤولوه البطولة الآسيوية أولاً. وفي ظني إن الأهلي ربما هو الذي ظلت خياراته متأرجحة في بعض الوقت بسبب بعض نتائجه، لكنها حتمًا لم ترتقِ لتكون الخيار الأول إطلاقًا، وهي أصبحت كذلك بعد أن أصبح التأهل الهدف الوحيد (المتاح) لإنقاذ موسمه بعد تعثره في الدوري والكأس.
يدعم هذا الرأي (موقع) الفرق الأربع في نهاية دور المجموعات؛ فالهلال هو الوحيد الذي تصدر مجموعته، رغم أنها أقوى المجموعات، والأهلي تأهل ثانيًا (بالعافية) في آخر دقائق مباراته الأخيرة في مجموعته، أما الاتحاد والنصر فرغم تأهلهما المسبق إلا أنهما بحثا عن (صدارة) مجموعتَيهما في المباراة الأخيرة لهما أمس، وأرجو أن يكون ذلك تحقق ليتجنبا مواجهة بعضهما في الدور (ثُمن النهائي) كما سيحصل بين الهلال (متصدر المجموعة الثالثة) والأهلي (ثاني المجموعة الرابعة).
الفرق الأربع لا مجال أمامها في المرحلة الثانية من البطولة؛ فسيكون حتمًا الاختيار الأول لها العمل للتأهل إلى مراحلها النهائية، والسعي لتحقيقها، خاصة أن موعد إقامة مبارياتها (مؤجَّل) إلى الأسبوع الأول من شهر أغسطس القادم (الأسبوع الأول من شهر ذي الحجة القادم)، أي قبل انطلاقة الدوري السعودي بأسبوعين (تقريبًا)، وربما يرى فنيون أن في ذلك (إشكالية)، ستعاني منها الفرق الأربع، تتمثل في أن المباريات ستقام قبل انطلاقة الدوري؛ وهو ما يعني عدم وصولها إلى درجة الاكتمال والجاهزية التامة، لكن ذلك لن يكون عذرًا مقبولاً على الإطلاق؛ فموعد المباريات وتوقيتها معروفان من الآن، وهناك أكثر من شهرين (67 يومًا) على الموعد المحدد لمواجهات الذهاب؛ وبالتالي فالفترة كافية جدًّا لحصول الفرق على إجازاتها، وإقامة وإنهاء معسكراتها، وكل احتياجاتها، و(برمجة) مواعيدها للإعداد والتهيئة من أجل الوصول إلى (الجاهزية) التامة قبل الموعد المعروف سلفًا.
كلام مشفر
* التوقيت المحدد لإقامة المباريات يجعل للفرق متسعًا من الوقت (براح كبير) للتخطيط والتهيئة والتجهيز، ودخول المباريات بـ(ارتياح تام) في مراحل البطولة المتقدمة من غير ضغط مباريات أو إرهاق، أو تعدد الخيارات؛ فالهدف الأول هو السعي لتحقيق اللقب الغائب طويلاً عن الكرة السعودية (14 عامًا)، وتحديدًا منذ آخر مرة حققها فريق الاتحاد عام 2005م، وكانت تلك المرة الثانية له على التوالي.
* الإشكالية الفنية التي يتخوف منها البعض يمكن تجاوزها بسهولة ببرنامج الإعداد والمعسكر الخارجي، وخوض مباريات إعداد قوية ومناسبة. وحتى عناصريًّا لن تكون هناك إشكاليات كبيرة ومؤثرة للاتحاد والنصر لاستمرار مدربَيهما، والأهلي أيضًا (لوجود يوسف عنبر)، والهلال حتمًا لن يتأخر طويلاً في حسم أمر مدربه؛ وبالتالي إنهاء أموره المعلقة كافة.
* الخوف الأكبر ربما يكون في الأمور (الرئاسية) بالنسبة للاتحاد والهلال؛ فالصورة غير واضحة حول كيفية حسم ملف الرئيس القادم و(الإدارة الجديدة)، عكس الأهلي والنصر حيث الأمير منصور بن مشعل وسعود السويلم، رغم أن هناك شبه إجماع اتحادي على ضرورة استمرار رئيسه المكلف لؤي ناظر (أيًّا كانت الطريقة)، ورغم أن الهلال (لا يتأخر) كثيرًا في مثل هذا الأمر، إلا أن ملف الرئاسة سيبقى الهاجس (الأقوى) في الناديَين الكبيرَين.
* المواجهات المتوقع أن تكون (سعودية سعودية) تفرض أن تكون المرحلة الأخيرة من الإعداد للمباريات محلية. وأرجو أن تكون فرصة لإقامة واحدة من البطولات (التنشيطية) في واحدة من مناطق (الاصطياف) في المملكة، مثل أبها أو الطائف. ولعل بطولة تبوك الدولية هي الأقرب، على اعتبار أنها آخر بطولة أُقيمت (موسم 2017/ 2018م)، وأُجلت الموسم الماضي لظروف كأس العالم وضغط الوقت.
* هل سيكون مناسبًا إقامة البطولة في وقت كاف بمشاركة الفرق الأربع؛ فيكون الهلال والنصر في مجموعة، والاتحاد والأهلي في مجموعة، مع فرق قوية أخرى مختارة ومناسبة، تحيي أجواء تبوك، وتهيئ فرق الوطن الأربع؟!