حينما تعلم بأنك في مملكة حزم الملوك وعزم الرجال، فإنه لا مكان لضعفاء الأنفس، فالمواقف هي التي تصنع المعجزات، من رجالات كبار تركوا بصماتهم في التاريخ، فبقوا أسماء خالدة في ذاكرة الشعوب وأساطيره. حزماً تبادلت عناوينه مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله ورعاه-، لتعي الأمة أنها باقية إلى ما شاء الله، وأننا بالأرض المباركة التي تُنجب رجال عظام وقادة مُؤثرين في صناعة الرأي والقرار المحلي والإقليمي والدولي، ليستحق بجدارة بسياسته الحازمة في دعم القضايا أن يكون رمزاً لعصر القوة والازدهار، راسماً سياسة جديدة للسعودية، فأصبح المواطنون يتنفسون الازدهار والتطور والانفتاح الذي يتسق مع القيم الإسلامية والعادات والتقاليد الاجتماعية، كاسراً بسياسته الداخلية حواجز كثيرة، مُكافحاً الفساد والتقصير، و»ألا حصانة لأحد، لا أمير ولا وزير»، وهنا يجتمع توازن السياسي والقيادي، مصحوباً بهدوء المُستكين في القرارات الحاسمة المدروسة، ولا مكان للضعفاء بيننا..
ولتزاحم الألقاب، فهو «حكيم العرب»، و»ملك الرؤية»، ويبقى في الصدارة، إنساني عالي، وهو الحازم العطوف الحنون ليس على شعبه فحسب، بل على العوالم التي تدور في فلكه، كالعقد الفريد أنموذجاً مُلهماً مُدرك لحجم التحديات والمخاطر، فتعجز الكلمات عن التعبير عن عطائه العربي المُتميز، ومواقفه الإسلامية والإنسانية، لاسيما في أحلك أوقات عصرنا، وما نواجهه من مخاطر وتداعيات جمة، حافلة بالتحديات بمواجهة مخططات عدوانية من دول مُتشعبة لا دين لهم ولا وطن، ديناً منهم الإسلام براء، ووطن يحومون حول حماه فلا أرض عليها يستقرون، خوفاً وكمداً مما ينضح به حنكة ملك الحزم والرأي السديد يؤطرها صدق في المواقف عز نظيره، ولاسيما في تعامله مع الملف اليمني والعراقي والسوري وملف التهديدات الفارسية والصراع العربي الإسرائيلي، وتأكيد القدرة على تتبع سياسة النفس الطويل، بما تملكه من دعم وإمداد كبير ومعنويات عالية، بخلاف العدو الذي يفتقد لتلك المقومات، ولعل عضيده محمد العزم، برؤيته للحالمين وهامتنا التي تعلوا جبل طويق في دهاء قائد وقف له زعماء العالم في قمة العشرين السابقة، «رؤية»، تعد خارطة طريق للمملكة، باعتبارها «قفزة طموحة إلى المستقبل»، لبناء وطن أكثر ازدهاراً يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، إذ تبدأ رؤيتنا من المجتمع، وإليه تنتهي، وما بين حب وثقة جارفة من أبناء شعبه وإشادة بحنكته والتزامه من زعماء ومراقبين ودبلوماسيين، بات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في نظر العالم مشروع قائد كبير، سيكون قادراً -بإذن الله- على المحافظة على مكتسبات المملكة وعالمه الخارجي، ليكون القرار قرارنا على المستويين القيادي والشعبي في جملتين «لا رجعة ولا مناص»، ليصدق عنه قول «فريدريك فيري» من معهد «كارنيغي»: «أنه جمع سلطة استثنائية وتأثيراً كبيراً بشكل سريع جداً». وقول «بروس ريديل» الضابط السابق في الاستخبارات المركزية الأمريكية بأنه يُعرف بطموحه الشديد.
وقفة: على رغم تعدد الألقاب وفخامتها، إلا أنها ألقاب لا تفي حقا سيدي خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الشاب، حفظهما الله وجعلهما ذخراً للبلاد والعباد.