خالد بن حمد المالك
أتمنى على الولايات المتحدة الأمريكية ألا تفوّت فرصة ردع إيران، حتى ولو تطلب الأمر ضربها بلا هوادة، وتنظيفها من ترسانة الأسلحة التي تمتلكها، وتهدد بها جيرانها والعالم، فقد فتح نظام الملالي الفرصة، ومهد الطريق، لاستخدام القوة الأمريكية لتخليص المنطقة والعالم مما يشكله الإرهاب الإيراني من خطورة على أمن وسلامة دول وشعوب العالم.
* *
فرصة تواجد القوات الأمريكية بهذه الكثافة والنوعية والقوة في المنطقة، وإعادة انتشارها في مياه وأراضي بعض دول الخليج، تشجع على استخدام القوة مع إيران، التي لن تنصاع إلا بها، ولن تتراجع عن مواقفها التآمرية والإرهابية إلا حين تدرك جدية الولايات المتحدة الأمريكية في التعامل معها على نحو لا يجعلها قادرة في المستقبل على إيذاء جيرانها والعالم.
* *
الموت لأمريكا هو عنوان ثابت عن موقف إيران ووكلائها من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو موقف يختصره هذا العنوان بكلماته القليلة، ضد أمريكا وحلفائها، وما لم يؤخذ هذا العنوان على محمل الجد، ويفسر على نحو يكشف ما تبطنه طهران من نوايا عدوانية لواشنطن والدول العربية باستخدامها لكل الوسائل غير المشروعة، فإن تواجد هذه القوة وإعادة انتشارها لا معنى له.
* *
لهذا، فإن عدم التخلص مما تشكله إيران من دور خطير في زعزعة الاستقرار بالمنطقة، باستخدام القوة الأمريكية المتواجدة الآن وقبل انسحابها، سيكون تكاليفه بالغاً وباهظاً وكبيراً، لأن إعادة حشد هذه القوة للمرة الثانية وإعادة انتشارها، بعد تبريد الأجواء، واستخدام التهدئة التي لن تصمد طويلاً، سيكون محل شك في تحقيق الانتصار على إيران.
* *
الردع أولاً، ثم الحرب ثانياً، إذا لم تذعن إيران لشروط تبقيها غير قادرة على تنظيم أي عمليات إرهابية في المستقبل، سواء بالتعاون مع وكلائها، أو بقيامها مباشرة بعمليات إرهابية منطلقة من الأراضي الإيرانية، إنما هي خيارات صعبة على إيران، ولكن هذا هو المتاح أمامها، إما الردع أو الحرب في ظل تراشقات كلامية لن تكون بديلاً لحرب فعلية.
* *
لا أحد يتمنى الحرب، أو يسعى إليها، أو يفكر فيها، ولكن متى اضطرت الدول إليها، وغُيب البديل الذي يفترض أن يكون من خلال الحوار، والتعامل السياسي والدبلوماسي، فإن من يلجأ إلى الحرب سيكون مجبراً لا بطلاً، وهكذا هي أمريكا وحلفاؤها مجبرون الآن أو في المستقبل القريب جدًّا للمنازلة ما لم تغير طهران سلوكها.
* *
كل مؤشرات الحرب، والتجهيز لها، واحتمال أن تقوم، تجعلنا نترقبها بحذر، ونتمنى على إيران أن تستجيب لكل ما يُطلب منها، لإطفاء فتيل حرب محتملة، حتى تنعم دول وشعوب المنطقة وكل العالم بالاستقرار، بعيداً عن الإرهاب الإيراني الذي تدعمه وتمارسه على رؤوس الأشهاد.