د. خيرية السقاف
في هذا الشهر المحرم رمضان
تحرم على المسلم كل أعمال الطيش البشري القلبية، والبدنية..
يحرم عليه الاعتداء بالقول فما بال بالفعل؟!..
باللسان فما بال بيد طائشة، وسلاح مارق، جائر؟!
وفيه يحرم عليه الجور، والقتل، والسَّفه، والظلم، والترويع، والسطو، حتى الطير يحرم عليه قتله، حتى الأرض يحرم عليه الزحف إليها..
لكنهم لا يرعون ذمة ولا فرضا، ففي رمضان يقصدون مكة، ومقدراتها،
والمسلمين، وانشغالهم بطاعاتهم، والآمنين المطمئنين في تفرغهم التعبدي،
فيرسلون شواظ أطماعهم، ووسائل اعتدائهم عيانا بيانا لا حياء من رب،
ولا ارتداع بشعيرة، ولا حس بحرمة أيام الله..
أي دين هذا الذي ينتمون إليه؟..
وأي سلوك مجرد من خشية الله، والتأدب مع محظوراته؟!..
وأي مروق على الأعراف باختلاف صفاتها، ومنازلها حتى البشرية منها؟!..
يا لهول الفجيعة في قيم أخلاق هؤلاء، إذ حتى في الحرب، والعداء يكون للأخلاق أفعالها، وحضورها..
إن من يتجرد منها فهو ظالم يستحق التصدي بالمثل، {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}..
لكن إلى الآن تظل الأرض الطاهرة لهذا الوطن بشموخ أمنها، وصدارة مكانتها، وحكمة ساستها
قوية الجأش، تكبح النزق، وتصد المروق، وتكسر نبال المعتدين بهدوء حكمتها، وجلاء قدراتها..
وتتجلى ملاذا للمسلمين، وللإنسان بكل قوامات أخلاقها، ومتانة إيمانها، وقوة حكمتها
في سلمها، وحربها، في التصدي لأعدائها، وفي التمكن من زمامها..
حفظ الله ذرات تراب هذا الوطن، ومكَّن فيه قواه، وآزره بعنايته، ونصره..
وأدام عليه حفظه، وسلامه.