فهد بن جليد
«إفطار أو سحور» رمضان الذي تتنافس لإقامته الكثير من الشركات والبنوك كل عام في مثل هذه الأيام، لا أعتقد أنَّ له «أثر إيجابي» يُمكن قياسه على علاقات العملاء أو حتى الجمهور الداخلي للمنظمة التي تقيم هذه المُناسبة، فهو مُجرَّد فرصة للذين يتنقلون بين البوفيهات ليحصلوا على بعض الهدايا الترويجية مع تكرار الوجوه في مُعظم المُناسبات الرمضانية، شخصياً أنظر لهذه المُناسبة «كهدر مالي» ونوع من «الهياط الفاخر» الذي لا يتناسب مع معاني ومقاصد وروحانية الشهر الكريم، خصوصاً وأنَّ تلك المُناسبات لا تخرج عادة بأفكار أو مُبادرات إنسانية يُمكن إطلاقها، حتى نقول حينها إنَّ هناك مُبرِّرًا، ولا أعتقد أنَّ هذه المُناسبات لها ما يُسوِّغها أصلاً في «مدارس العلاقات العامة» خصوصاً أنَّك لن تكون الوحيد، والاستجابة للحضور ضعيفة لخصوصية وأجواء رمضان العائلية.
تخصيص المبلغ الذي يتم إنفاقه سنوياً على هذه الموائد والهدايا لإطلاق «مُبادرة رمضان» بدلاً من «فطور أو سحور رمضان» أعتقد أنَّه الطريقة الأذكى لمُشاركة العُملاء والتواصل معهم في الشهر الكريم، الموائد ستنتهي وسيأتي من يُقدم أفضل ممَّا قدمت وهذا مزاد لن يتوقف، ولكن مثل هذه المُبادرات الرمضانية والإنسانية وأثرها ستبقى، وهي خير «تهنئة» يُمكن أن تُصافح بها جمهورك الداخلي والخارجي في شهر الخير، أرجو أن يفكر القيمون على الشركات والمجموعات والبنوك في الأمر بمثل هذه الطريقة ويقتنعوا بها، وأنا مُتأكد أنَّ الأثر الذي ستخلفه مثل هذه المُبادرات في النفوس لناحية الولاء والانتماء سيكون أكبر وأفضل وستحظى مثل هذه الأعمال باحترام وقبول وتقدير الجميع، خصوصاً لو كان المُستفيد من هذه المُبادرات بعض «منتسبي» المُنظمة من جمهورها الداخلي، هنا فن العلاقات مع المسؤولية الاجتماعية بدلاً من «بدعة» إفطار أو سحور الـ5 نجوم، التي لا يستفيد منها سوى الفنادق والمطاعم وتجار الموائد من أصحاب الكروش الذين ينتقلون بينها!.
حجة اللقاء السنوي الرمضاني وجمع الموظفين والعملاء في أجواء روحانية بعيداً عن العمل ستبقى قوية ومُغرية لمن اعتاد عليها كل عام، ولكن الأمر يحتاج شخصية قيادية واعية داخل كل مُنظمة لتجديد وتقديم الأفكار والمُبادرات الإيجابية التي تنفع المُحتاج من الموظفين، وتعبِّر عن التكاتف الداخلي وتُعزِّز الولاء داخل المُنظمة، وتحظى باحترام وثقة العملاء خارجها بكل تأكيد، وهذا الهدف الرئيس من تنظيم حفلات «فطور أو سحور» رمضان.
وعلى دروب الخير نلتقي.