إن من سنن الله عزَّ وجلَّ أن هذه الحياة لا تدوم ولا تصفو لأحد مهما كان، يتقلّب المرء بين أفراحها وأحزانها، يذوق من حلوها ومرها، والسعيد من وطَّن نفسه لذلك وأدرك أن لا عيش هنيئاً إلا عيش الحياة الآخرة.
والمصائب يبتلي الله بها جميع البشر امتحاناً وابتلاءً على صبرهم، فهنيئاً للصابرين {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إذا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعونَ}.
الموت حق وهذه سنَّة الله في خلقه، ولكن فقدان الأحبة والكبار والعظام له تأثير كبير على النفس، ونحن نفتقد اليوم فقيدتنا الغالية لطيفة بنت ناصر السلامة زوجة فهد أبوحيمد - رحمه الله- يوم السبت الموافق 23-7-1440هـ الموافق 30-3-2019م.
نعم، الموت حق، والنفس المطمئنة ترجع إلى ربها راضية مرضية مطمئنة، وقد صلي عليها في جامع البابطين حي الياسمين بالرياض بعد صلاة العصر يوم السبت الموافق 23-7-1440هـ ودفنت في مقبرة الشمال. إن الموت حق وكلنا سائرون في هذا الدرب ولكن خير البشر منا من تبقى ذكراه الحسنة بأفعاله وأعماله الصالحة الخيِّرة النبيلة وهكذا كانت. فالحديث عن خصال ومحاسن ومزايا فقيدتنا الراحلة يحتاج إلى صفحات كثيرة لذكرها.
أقول: إننا فقدنا امرأة عطوفة شفوقة بارة لا تعوّض، وفقدنا إنسانة قلّ أن يجود الزمان بمثلها.. إنني مهما قلت وكتبت فلن أوفيها جزءاً يسيراً من حقها، إنها رمز للوفاء والشهامة والكرم ونبراس لمساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين وحبيبة مقرّبة من الناس وعاشقة لأعمال الخير لا تبحث عن سمعة أو رياء تعمل الخير ولا تريد إلا جزاء رب العالمين. باختصار امرأة متواضعة بشوشة حسنة الأخلاق والسيرة ويصدق عليها قول الشاعر:
كريم متى أمدحه أمدحه والورى
معي وإذا ما لمته لمته وحدي
عاشت حياتها في بيت صلاح وتقى وعبادة وكرم، وكانت إنسانة متواضعة لطيفة وأختاً للكبير وأماً للصغير..
وهي المرأة التي أود أن أسطّر بعض كلمات الوفاء والعرفان بحقها ولا أظنها ستفي فهي ليست إلا جهد المقل، عرفت دائماً كريمة بشوشة محبة لفعل الخير حكيمة كبيرة الهمة صريحة صدوقة تصل أرحامها وجيرانها ومحبيها.. نعزي فيها أنفسنا ومن فقدها ممن عرفها حق المعرفة وجميع أسرة آل السلامة وآل أبو حيمد بالرياض وخارج الرياض وأخص بالعزاء أبناءها الأستاذ عبدالرحمن وعبدالله ومحمد وعادل وعبدالمجيد ومعاذ وفهد ومحمد وعبدالرحمن وعبدالحكيم وزياد وبناتها الأستاذة هدى ومها وجميع أبناء وبنات أخي زوجها عبدالعزيز أبو حيمد - رحمه الله- وجميع محبيها وجيرانها، سائلين الله أن يلهمهم جميعاً الصبر والسلوان، ويرحمها الله رحمة واسعة ويرفع درجاتها يوم تلقى ربها وأسكنها فسيح جناته وعوّض الجميع خيراً.. آمين.
وإن الجميع على فراقك يا أم عبدالرحمن لمحزونون.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعونَ}.
** **
- د. فهد بن عبدالرحمن بن عبدالله السويدان