يقع متنزه الضاحي في شرق مدينة الدلم (إحدى مدن الخرج المهمة). وكانت مدينة الدلم قاعدة للخرج قبل إنشاء مدينة السيح 1354 هـ. وتمتد الدلم في معظمها على سهل منبسط، يتميز بخصوبة التربة ووفرة المياه؛ وهو ما جعلها ميدانًا للنشاط الزراعي في العصور المختلفة. وتقع الدلم بين جبال العارض (سلسلة جبال طويق) الواقعة غربها، وبين الدهناء التي تقع شرقها.
ويعتبر متنزه الضاحي (رملة المغسل) من أهم المتنزهات بإقليم الخرج، وهو ممتد من الشمال إلى الجنوب بطول نحو 30 كم، وعرض 5 كم. وتقع جبال الدام شرقي هذه الرمال. وهذه الرمال على هيئة كثبان رملية على شكل هلال، وترتفع في بعضها أكثر من 50م فوق القاعدة الأساسية. ويعتقد بعض المؤرخين أنه كان يوجد بين الرملة وجبال الدام حضارات قديمة، كانت سائدة في الزمن الماضي.
ولقد تأثر عدد من شعراء الدلم بهذا المنظر البهيج، وتغنوا بجماله وروعته. ومن هؤلاء الشعراء معالي الشيخ راشد بن صالح الخنين -رحمه الله- حين قال:
الرمل شرقيها من زخرف كسبت
حباته الصفر لا شوك ولا حجر
وقال الدكتور عبدالعزيز السنبل رحمه الله:
يا ضاحي الجود يزهو فيك مشتلنا
وفي تلالك ينسى الهم والسقم
وقال الأستاذ عبدالعزيز العتي رحمه الله:
وصاح في شرقه (الضاحي) وقال:
أنا هنا من الشرق حصن غير مقتحم
لون السبائك لون صفرة وعلى
وجهي تجاعيد تروي قصة القدم
وانطلاقًا من حرص بلدية الدلم مشكورة أنشأت حديقة ضخمة في الضاحي بجوار الرمال، تحتوي على ملاعب للأطفال، وجلسات للعوائل، جُملت بعدد من أعمدة الإنارة والنوافير الجميلة بهدف إيجاد مواقع ترفيهية ورياضية لأفراد المجتمع بجميع أطيافه لقضاء أجمل الأوقات وأسعدها، وأصبح هذا المتنزه من أفضل المتنزهات جمالاً ورونقًا، وأصبح مقصدًا وجاذبًا للزوار من داخل وخارج مدينة الدلم؛ لما يحتويه من عناصر جاذبة من مسطحات خضراء، ومظهر عام جميل، وبما يحتويه من أشجار مختلفة ونخيل باسقات ونباتات وورود وزهور وكثبان رملية، تشبه إلى حد ما لون الذهب الأصفر. كما تمتاز حديقة الضاحي بالنقاء والهواء العليل، وكذلك الاستمتاع برؤية أحياء الدلم من علو الكثبان الرملية.
ولقد قامت بلدية الدلم مشكورة بجهود كبيرة في هذا المتنزه، ولكن يحتاج إلى استكمال بعض الضروريات، وهي على النحو الآتي:
1 - زيادة عدد دورات المياه للرجال والنساء، والعناية بنظافتها على مدار الساعة، خاصة في الإجازات الرسمية وإجازة نهاية الأسبوع.
2 - إيجاد لوحات إرشادية في أماكن مختلفة من المتنزه للحث على النظافة، والتوعية بأهميتها، والمحافظة على ممتلكات المتنزه.
3 - زيادة عدد حاويات النظافة والمخلفات الأخرى بحيث تكون بأحجام مختلفة لرمي النفايات داخلها.
4 - الاستفادة من استثمار المتنزه بطريقة مدروسة ومقننة؛ لأنه يلاحَظ فيه عدم توافر المطاعم والبوفيهات وأماكن لبيع الحاجات التي يحتاج إليها رواد وزوار المتنزه.
5 - تنظيم وتأجير الدراجات الهوائية والخيول وغيرها من الألعاب الخاصة للأطفال والشباب، مع الأخذ بعين الاعتبار وسائل السلامة فيها.
6 - تزويد المتنزه برجال الصيانة والأمن للإشراف على المتنزه، والمحافظة على أمن المتنزه والزوار.
7 - إيجاد مضمار رياضي حول المتنزه لممارسة رياضة المشي والجري التي أصبحت جزءًا من ثقافة المجتمع بالوقت الحاضر.
8 - زيادة مساحة المسطحات الخضراء بزيادة زراعة الأشجار المختلفة والنخيل والزهور والورود وغيرها من الشتلات المختلفة.