سعد بن عبدالقادر القويعي
ماذا يعني تقرير Modern Diplomacy، المتخصص بالتحليلات السياسية، بأن خطاب الكراهية، والمنتشر في شبكات الإنترنت تتحمله الأحزاب السياسية المتطرفة، -سواء- كانت يمينية، أو يسارية؛ فأصبحت -في تقديري- بمثابة شبح يهدد السياسة الدولية ؛ بسبب إمكانية تحولهما إلى جماعة ضغط، تسعى إلى خدمة مصالحهما الخاصة، وذلك من خلال استخدامهما للقوة، والعنف، وهو ما يعكس في الواقع أزمة الأنظمة السياسية الأوروبية -في مجملها- لمآسي القلق الاجتماعي، والاستياء السياسي، ومخاوف مستقبل الهوية الوطنية.
بالارتباط مع هذين البعدين، ومع البعد الإيديولوجي -بصفة خاصة-، فإن المد المتطرف سيؤثِّر بعمق على نظم مجموعة السبع دول الأوروبية السياسية؛ كونه يقوم على الديمقراطية، والحرية، مقابل بيئة طاردة ترفض الآخر المختلف، وتنتهج العنف ضده - في كثير من الأحيان -، مع أن الحركات المتطرفة تستند إلى هذه الثنائية أكثر من استنادها إلى برنامج سياسي، يمكنه أن يجمع حوله أطيافاً واسعة من المجتمع، وهو ما أكده الباحث في الفكر السياسي، والإستراتيجي -الأستاذ- ريناس بنافي، والعمل على تسويق خطاب تحريضي؛ هدفه التشويش الإعلامي أكثر من التأثير في واقع الأمور.
القاعدة المشتركة لأي برنامج سياسي لحزب يميني، أو يساري متطرف، ينحى -مع الأسف- اللغة العدوانية، والنزعة الإقصائية، والتي تكشف عن طبيعته الشوفينية. كما يعتمد على فكرة النقاء التاريخي، والنحو بنشاطاتهما منحى شعبوياً ديماغوجياً في الشكل، والمحتوى؛ من أجل فرض إرادتهما؛ للحفاظ على تلك التقاليد، والأعراف؛ فانتشرت -في الآونه الأخيرة- على سبيل المثال: ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، والتي تحمل مشاعر معاداة واضحة من الأوروبيين للجاليات المسلمة في أوروبا؛ الأمر الذي عبّر عن أزمة مستحكمة لليمين المعتدل، واليسار المعتدل في أوروبا -على حد سواء-.