الإرهاب ظاهرة عالمية، لا دين له. ويعرف أهل القانون الإرهاب بأنه فعل من أفعال العنف، واستعمال القوة بالاعتداء على الحريات أو الممتلكات أو الأرواح خالية من القيم والمبادئ. وتبذل المملكة -حرسها الله- جهودًا كبيرة وجبارة في محاربة الإرهاب والفكر الضال المتطرف في الداخل والخارج، ومواجهته بالوسائل كافة؛ إذ قامت على مواجهة الفكر بالفكر الذي يدحض تلك الأفكار الضالة الهدامة التي تستهدف الإفساد والإخلال بالأمن والإضرار بالوطن ومسحها من عقولهم بالكثير من البرامج التي تعدها وزارة الداخلية بمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية لمعالجة «الفكر المتطرف» بمختلف التخصصات العلمية، وهو مركز متكامل، يعتبر فريدًا من نوعه على مستوى العالم. وتتواصل تلك المواجهة أيضًا بالتنمية والحضارة؛ فالمملكة -حفظها الله وأدام عزها- قائدة العالم في مكافحة الإرهاب، وما تمتاز به بالعديد من الإجراءات المبتكرة التي أسفرت عن نتائج ونجاحات مبهرة وإنجازات كبيرة في إحباط العديد من العمليات الإرهابية بعمليات استباقية موفقة، تسجل للمملكة في تميزها على مستوى العالم في دحرها الإرهاب بكل نجاح وتفوق ولله الحمد والشكر. وفي إنجاز جديد في دحر الإرهاب بكل قوة وحزم أحبط رجال أمننا البواسل عمليات إرهابية لمجرمين مسيرين من الأعداء لزعزعة الأمن، وقاموا بالتصدي لهم، والقضاء عليهم بفضل الله وتوفيقه. وقد ضجت جميع وسائل الإعلام بتفاعل المواطنين مع رجال الأمن بمؤازرتهم، وأنهم جميعًا رجال أمن جنبًا إلى جنب، يكملون بعضهم بعضًا، وهذا ما تتسم به هذه البلاد المباركة (المملكة العربية السعودية) بشعبها الوفي وقيادتها الحكيمة الرشيدة في كل الأوقات في السراء والضراء من قوة تلاحم وترابط وتعاضد كالبنيان، يشد بعضه بعضًا.
وفي بادرة جديدة استضافت المملكة -ممثلة بوزارة الثقافة- في العاصمة (الرياض) معرض «مدن دمرها الإرهاب»، وذلك بالتعاون مع معهد العالم العربي في (باريس)، يهدف إلى توعية الجماهير والمجتمع بالتراث الحضاري والإنساني، وأهمية الحفاظ عليه، ولاسيما في المدن العريقة والأثرية المسجلة في لائحة اليونسكو للتراث الإنساني التي توجد في مناطق الصراع والنزاعات بين الجماعات المتطرفة. وتكمن أهمية المعرض في قدرته على جمع كل هذه المحتويات ودمجها في سياق بصري واحد، يقدم محاكاة تقنية دقيقة لتلك المواقع، ويعيد تجسيدها بشكل يسمح للزوار بمعايشتها من جديد، وكأنها موجودة بالفعل بعدما تلاشى أغلبها واختفى من الوجود؛ وذلك من أجل إحياء الضمير الإنساني وتوعيته بقيم التسامح وقبول الآخر وأهمية المحافظة على المكتسبات الحضارية. وهذه البادرة المتميزة تقدم للعالم رسالة أن الإرهاب لا دين له ولا وطن.
اللهم احفظ وطننا وولاة أمرنا، وأدم علينا نعمة الأمن والأمان، وادحر كل معتدٍ، واجعل تدبيره تدميره.