خالد بن حمد المالك
في أفضل بقعة على وجه الأرض، وفي أفضل شهور السنة، وبالتزامن مع التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، وحيث يُعقد مؤتمر القمة الإسلامي، ستشهد مكة المكرمة في شهر رمضان ثلاث قمم إسلامية وعربية وخليجية، وسط متابعة وترقب وانتظار للقرارات التاريخية التي يُفترض أن يُعلن عنها بعد انتهاء اجتماعات كل قمة من هذه القمم، بما يسجل للملك سلمان والأمير محمد والمملكة هذه المبادرات المهمة والجهد الكبير لاحتواء كل الأضرار التي قد تلحق بالمنطقة فيما لو واصلت إيران ممارساتها العدوانية، دون موقف إسلامي وعربي وخليجي حازم في مواجهتها.
* *
المفاجأة كانت في توقيت دعوة الملك سلمان إلى قمتين طارئتين، واحدة عربية والأخرى خليجية، في التوقيت نفسه والمكان الذي تعقد فيه القمة الإسلامية، وهي مفاجأة سارة لأن لا أحد فكَّر بمثل ذلك، فيما تُقرع طبول الحرب، إلا القائد التاريخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، الذي استشعر بمسؤولياته، وخطورة الوضع الذي تمر به المنطقة، في ظل التهديدات الإيرانية، والممارسات العدوانية التي قامت بها خلال الأيام الماضية في عملين إرهابيين أحدهما في المملكة والثاني في المياه الإقليمية للإمارات.
* *
الملك سلمان في دعوته للقمتين العربية والخليجية للانعقاد في مكة المكرمة، حدد الأسباب، والقضايا التي ستُعرض على القادة، وشخَّص الحالة التي تمر بها المنطقة، مشيراً إلى الأعمال الإرهابية التي مُورست خلال الأيام الماضية، ومن كان يقف وراءها، مستلهماً من مسؤولياته ومكانة المملكة، الحرص على جمع إخوانه العرب والخليجيين على طاولتين لأخذ القرارات المناسبة، كل بحسب رؤيته وقراءته للأحداث والتطورات، وإفرازاتها على مستقبل أمن المنطقة واستقرارها، وامتداداً على ما يشكله التهديد الإيراني على الاستقرار العالمي.
* *
دعوة الملك سلمان تمت من خلال التشاور والتنسيق المسبق مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربي, وجامعة الدول العربية، وخلصت إلى تأييد الجميع بعقد القمتين، والاتفاق مع خادم الحرمين الشريفين على كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، واهتمام الملك بالتنسيق والتشاور المسبق مع الدول يظهر اهتمامه بإنجاح القمتين، من خلال تأييد الجميع لرؤيته وقراءته للأحداث التي تمر به المنطقة، وما يشكله نظام طهران من محاولات تتكرر منذ زمن في جعل منطقتنا في حالة مستمرة من عدم الاستقرار.
* *
القمتان ستركزان - كما صرَّح بذلك المصدر المسؤول في وزارة الخارجية - على الاعتداءات التي تعرضت لها سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تحوم التأكيدات حول دور لإيران فيها، وكذلك ما تعرضت له محطتا ضخ نفطيتين في المملكة من هجوم ثبت أن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران هي من قامت بهذا العمل الجبان، مما يتطلب من العرب والخليجيين مواجهة من يقف وراء هذين العدوانين، وهي إيران بما تستحق، حتى لا يتكرر عدوانها مرة أخرى.
* *
وهناك تداعيات خطيرة لهذين العملين الإرهابيين، أشار إليها المصدر المسؤول في وزارة الخارجية، في إعلانه عن عقد القمتين، فهذه الممارسات العدوانية تؤثر على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، كما تؤثر على استقرار أسواق النفط العالمية، مما يجعل من عقد القمتين في الخامس والعشرين من شهر رمضان الثلاثين من شهر مايو ضرورة مهمة لبحث هذه الاعتداءات وتداعياتها على المنطقة، ومن المؤكد أن قرارات مهمة سوف تُعلن فيما بعد حاملةً الموقف العربي والخليجي من الإرهاب الإيراني، وممارسات نظام إيران المزعزع لاستقرار دول المنطقة.