«الجزيرة» - المدير المناوب:
هل تخضع إيران في نهاية المطاف؟.. وهل تستطيع مقاومة استهداف استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.. وتضطر إلى الاستسلام؟ وعلى ضوء توازنات القوى العسكرية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.. فإن لجوء النظام الإيراني إلى التصعيد ليس خياراً واقعياً.. فالفوارق في قدرات التسلح التقليدية بين القوات الجوية والبحرية والقدرات الصاروخية للجيشين الأمريكي والإيراني هائلة.
«جعجعة»
تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي لا تعدو كونها «جعجعة» بلا قيمة للاستهلاك الشعبي في الداخل.. أكد خلالها أن الولايات المتحدة الأمريكية تنهار بضربة واحدة مفاجئة كبرجي التجارة!! وقال إن إيران تخوض حرباً استخباراتية كاملة مع الولايات المتحدة وأعداء بلاده، مبيناً أن هذه الحرب مزيج من الحرب النفسية والعمليات الإلكترونية والعسكرية والدبلوماسية والخوف والترهيب، وأوضح أن الأمريكيين يواجهون نطاقاً واسعاً من الأخطار التي لا يعرفونها.
محادثات
في المقابل قال مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة في انتظار تواصل إيران، لكن لم تصلها منها أي رسائل تُشير إلى استعدادها لقبول مقترحات ترامب بعقد محادثات مباشرة. وأضاف بالقول : نجلس بجانب الهاتف ولم نتلق رداً من إيران على محادثات مباشرة.
خضوع
منطقياً وبكافة المقاييس.. فإن إيران لن تستطيع مقاومة استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها التي تستهدفها وستضطر إلى الاستسلام والخضوع في نهاية المطاف.
كارثة
وفي حين ستستمر العقوبات الأمريكية الجديدة ضد إيران إلى حين خضوعها، وقبولها باتفاق جديد يناسب واشنطن وحلفاءها ويقطع طريق طهران نهائياً نحو صنع أسلحة نووية، لم يعد أمام إيران خيار في الأيام القادمة سوى تغيير سلوكياتها العدوانية أو حدوث كارثة اقتصادية مقبلة لا محالة.
خيارات محدودة
ولا تضع المعطيات الحالية أمام إيران سوى خيارات محدودة وضئيلة للنفاد بجلدها، تتمثل في الخضوع للمطالب الأمريكية والدولية العادلة فيما يخص برنامجها النووي أولاً، ووقف تدخلاتها في شؤون الدول الأخرى وتمويل الإرهاب.
الانحناء
وبالتالي فإن إيران مضطرة إلى الانحناء للعاصفة لأنها لن تستطيع المواجهة العسكرية أمام خصوم يفوقونها بمراحل.. كما أنها لن تستطيع مواجهة الانهيار الاقتصادي الداخلي بفعل العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة تاريخياً. وسبق أن هدّدت إيران عشرات المرات بإغلاق مضيق هرمز ولم تصدق في تهديداتها.. ولو لمرة واحدة.. ما يؤكد عدم قدرتها على تنفيذ أي منها.
الخاسر الأكبر
ما تمارسه إيران حالياً من التصعيد السياسي والإعلامي للاستهلاك الشعبوي في الداخل، وخضوع النظام الإيراني للضغوط الأمريكية ليست أكثر من مسألة وقت، إذ تُدرك إيران أنها ستكون الخاسر الأكبر من أي حرب تندلع.
إعادة انتشار قوات أمريكية في الخليج
في غضون ذلك، لم تكن موافقة المملكة وعدد من دول مجلس التعاون، على إعادة انتشار القوات الأمريكية في مياه الخليج العربي وأراضي دول خليجية.. لم تكن غاية وإنما وسيلة أفرزتها التوترات في المنطقة والتي تسببت بها السلوكيات الإيرانية العدوانية وتأزيمها للأوضاع بالخليج العربي.