فهد بن جليد
بالأمس طرحتُ سؤالاً -أتخيَّلُ فيه- الوضع في اليمن وفي الممرات البحرية العالمية والملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، لو تمكَّنت طهران من أن تُطل «برأسها الخبيث» هناك؟ وتتحكم باليمن وتسلبه عروبته ومكانته لتبث المزيد من سمومها وعبثها؟ فهل يُدرك العالم اليوم مع تصرفات «طهران وجماعة الحوثي» الإرهابية الأخيرة التي تكشفت باستهداف إمدادات النفط العالمية، أنَّ السعودية بقيادتها الحكيمة قامت بدور تاريخي، واتخذت موقفاً حازماً يشكرها عليه العالم بأسره، كونها ضمنت استقرار اقتصاده بإنشاء «التحالف العربي لإعادة الشرعية» وقطع يد إيران من الوصول لليمن وتهديد العالم؟
لو لم يكن هناك تحالف عربياً لإعادة الشرعية ومنع طهران لكان الوضع كارثياً لا محالة، ولدفع العالم «ثمناً أكبر» نتيجة العبث الإيراني والأجندة المشبوهة لطهران وخططها للسيطرة على اليمن من خلال «دمية الحوثي»، وهو ما يفضح السلوك المُشين الذي تقوم به الجماعة اليوم في اليمن، دول العالم المُحبة للسلام أقرب اليوم من أي وقت مضى، لتُدرك أنَّ الكثير من المعلومات المغلوطة والمُضلِّلة التي يُحاول «الحوثي» ومن وراءه «ماكينة طهران الإعلامية» الترويج لها، هي مجرَّد أكاذيب وخداع وتزييف وقلب للحقائق، اعتاد العالم سماعه من طهران، لدغدغة المشاعر وتوريط جمعيات ومنظمات عالمية إنسانية، حتى لا تنكشف النوايا والأطماع الخبيثة التي بدأ العالم يدركها ويستوعبها تدريجياً من خلال -حجم ردود الفعل الرافضة- للعمل الإرهابي الأخير في مضخات أرامكو، وأرجو ألاَّ ينتظر العالم مزيداً من الهجمات الإرهابية والأعمال العدائية التي تهدد استقراره حتى يشعر بخطر « جماعة الحوثي» الإرهابية المدعومة من إيران في اليمن.
العالم مدين للسعودية بالشكر والتقدير، والتأييد لمواقفها الحازمة والحاسمة، التي أسهمت في تحييد هذا الخطر في اليمن، ومنع وقوعه من أجل استقرار المنطقة والاقتصاد العالمي، مع ضرورة فهم دور تحالف الشرعية في إعادة الحياة الطبيعية لليمن، ودعمه لمنع طهران من الوجود والتحكم في هذه المنطقة المهمة والمؤثرة، فلو لم تقم السعودية وقيادتها الحازمة التي تمتلك «رؤية ثاقبة» بعيدة النظر «بدورها التاريخي» للتصدي لهذا الخطر، عبر قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وإطلاق عاصفتي الحزم وإعادة الأمل، لبات الوضع «أسوأ بكثير» ممَّا هو عليه الآن، ولكان العالم اليوم يواجه خطراً أكبر ويعيش أزمات اقتصادية «مُتتالية» تهدد استقراره، بسبب غباء «جماعة الحوثي» الإرهابية مسلوبة الإرادة، ونوايا طهران الخبيثة، وخططها وأجنداتها المشبوهة في العالم، وهذا يبدو واضحاً من خلال تصرفاتها الصبيانية الطائشة في الخليج، التي ستعود عليها بعواقب وخيمة في نهاية المطاف بتصاعد الخلاف مع واشنطن، مع بدء انكشاف هذه الحقائق للعالم بأسره، والذي رفض تلك التصرفات الإرهابية والمحاولات الفاشلة لاستهداف «منشآت نفطية حيوية سعودية» ما قد يؤثر سلباً في إمدادات الطاقة العالمية.
وعلى دروب الخير نلتقي.