د. خيرية السقاف
تعم البهجة بك يا رمضان كل القلوب
وبهجة الفقراء، والمساكين تخص..
إذ تكون زائرًا متجسدًا كل حركاتهم، ومغيرًا كل ما حولهم..
تضفي على ظلمتهم نورًا، وعلى فاقتهم كفاية، وعلى أمراضهم دواء، وعلى عطشهم رواء..
غربتهم في انعزالهم تتبدد حين طارق لم يألفوه يطرق، وغذاء لم يعتادوه يحل،
وشبع لم يعرفوه يتحقق، وكسوة لا تتوفر تحضر، وبشر لا يلتقون بهم يأتون...
الغريب فيك يأنس، والقريب فيك يحضر..
وفيك البعيد عنهم يأتي، والوحدة فيهم تبدد
عوزهم فيك يتقلص، وأملهم فيك ينفرج..
فبيوت هم لا تزورها الفرحة فتنزل بها على طرقاتك الأولى،
تدوم فيها ما حلت أيامك، ومرت..
مع خطواتك ساعة، ودقيقة، ولحظة، وثانية، ولمحة..
لله درك يا رمضان،
توقظ الأفئدة، وتقدم الحقيقة، تحرض على العمل، وتؤسس للخشية،
تُنزل الرحمة في القلوب وأنت تُشرع الطرق لرؤية المندسين بأحزانهم، المتوارين بحاجتهم، المستورين عن أعين القادرين..!!
أنت شهر الفقراء، والغرباء، والوصل، والعطاء..
بأنوارك تظهر الطريق إليهم..
وعنها يتعرف الطارق الراغب في وصلهم أبوابهم، وأسبابَهم..
بحضورك يتساوى الركض في مضمار الاكتساب،
والغلبة على الغفلة عنهم..
إنهم فيك فرحون، وهم من انتصاف أيامك موجفون..
فتمهل يا رمضان..
حلولك رحمة، وساعاتك بهجة، وثوانيك وهجة،
والقلوب متعلقة بما عنك، وبما لك، وبما فيك..
لله درك شهر المساواة، والمثوبات
باعث الأمل، حافز العمل، بوتقة التطهير..
للغفلة نذير..
وبالمثوبة بشير..