سعود عبدالعزيز الجنيدل
قد أكون حينما يُنشر هذا المقال في قارة أستراليا لتغطية برامج وزارة الشؤون الإسلامية في الخارج، وخصوصًا في شهر رمضان الكريم.
وددتُ أن أكتب عن هذه التجربة قبل بدئها لكوني اجتمعت مع الزملاء في وزارة الشؤون الإسلامية، وناقشتهم، ووقفت عن كثب على جهود الوزارة الحثيثة للوصول إلى جميع المسلمين في شتى بقاع المعمورة.
وبعدما اطلعت على تلك الجهود خجلت من نفسي؛ لكوني أعتقد نفسي «إعلاميًّا» محيطًا ببرامج وأنشطة القطاعات الحكومية؛ لأني من منسوبي جهاز عريق إعلاميًّا، بيد أن هذه الصورة أو هذا الاعتقاد لم يكن دقيقًا البتة.
لا شك عندي في أن جميع الوزارات والأجهزة الحكومية تحمل على عاتقها مسؤوليات جسيمة، وتقوم بأقصى ما تستطيع رغبة في تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-. ومن تلك الوزارات وزارة الشؤون الإسلامية بقيادة معالي الوزير عبداللطيف آل الشيخ.
ومن ضمن المسؤوليات التي تضطلع بها الوزارة الوصول للدول كافة من أجل نشر تعاليم الإسلام الحنيف، الإسلام الوسطي، وتبصير المسلمين بأمور دينهم، إضافة إلى سد احتياجاتهم؛ إذ تم تكليف 70 حافظًا للقرآن الكريم لإمامة المصلين في 35 دولة حول العالم ضمن برنامج الإمامة في رمضان، كما جرى شحن 200 ألف كيلو من التمور الفاخرة لتوزيعها في 25 دولة في جميع القارات ضمن برنامج هدية خادم الحرمين الشريفين، إضافة إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين لتفطير الصائمين، وهو من المشاريع التي تُنفَّذ سنويًّا في عدد من دول العالم، ونُفِّذ هذا العام في 24 دولة في قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية، بمبلغ يتجاوز ثلاثة ملايين وسبع مئة وخمسين ألف ريال، ويستفيد منه مليون صائم، كما فرغ من شحن مليون نسخة من المصاحف، ونصف المليون من تراجم معاني المصحف الشريف من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة بالتنسيق مع السفارات والملحقيات الدينية ومكاتب الدعوة والإرشاد التابعة للوزارة في دول العالم. وأيضًا تم تجهيز 150 ألف منشط دعوي (محاضرة وندوة وخطبة جمعة)، يشارك في تنفيذها 1580 داعية من دعاة الوزارة في 120 دولة في مختلف قارات العالم..
هذه الأنشطة والفعاليات ما هي إلا غيض من فيض مما تقدمه الوزارة، بتوجيهات من قيادة هذه البلاد المباركة. ولي -إن شاء الله- وقفات مع هذه البرامج من أرض الواقع في قارة أستراليا في الأيام القادمة من الشهر الفضيل؛ لكون مساحة المقال لا تسمح بأكثر من ذلك.