فوزية الشهري
الجبهة الداخلية مصطلح يشير إلى القوة المدنية الشعبية للدولة أثناء حالة الحرب أو الأزمات وهو من أكبر العوامل المساعدة في تحقيق النصر وهو الحصن الحصين لاستقرار أي بلد.
عندما يتعرض الوطن إلى تهديد خارجي أو حتى حملة إعلامية مغرضة فإن جميع المواطنين معنيون بها ويجب عند حدوث ذلك تقديم مصلحة الوطن والالتفاف جميعاً لتحقيق ذلك، فالوطن سفينتنا جميعاً وأي خلل سيغرق الجميع لا سمح الله، لا للفردية أو المصلحة الخاصة مصلحة الوطن وعزته ورفعته هو الأول دائماً.
وفِي الوقت الراهن ومع التحديات التي تواجه وطننا فإن ذلك يضعنا أمام مسؤولية كبيرة وإذا كان حب الأوطان واجبا وشيء محبب للنفس في جميع الأوقات فإن في وقت الأزمات يظهر بالولاء وحسن الانتماء والوقوف خلف قيادته صفاً واحداً فيما يواجهنا من تحديات وأخطار.
التماسك الداخلي هو أكبر داعم للجهود السياسية والتنموية وهو الطريق للوصول للأمن الوطني والسلم الأهلي وتوحيد الكلمة والمواقف ولتعزيز الجبهة الداخلية يجب تحقيق مفهوم المواطنه الصالحة وبذل الجهد لغرس حب الوطن في قلوب الناشئة.
ولنا في كلام الفقعسي «في ديوان المديفر» عبرة عندما أرجع سبب تطرفه بعد الخطاب الدين المتشدد إلى عدم غرس قيمة حب الوطن في نفسه فكان بالإمكان استدراجه للفكر المتطرف وعداء وطنه فهل يعقل لإبن بار لوطنه أن يسعى لخرابها؟؟
تجار الخراب يتسللون عندما لا يجدون في الشخص حباً صادقاً لوطنه، وقد أورد الفقعسي العلاج لأنه مر بالتجربة ولا يريد أن يذوق ولده مثل ذلك يقول «إنه حرص على حضور ابنه وزوجته للاحتفال باليوم الوطني في السجن وتلقينه حب الوطن والبيعة لحكومتنا الرشيدة». ومن كلامه نستفيد أن تحصين الناشئة بحب الوطن هو صمام الأمان لهم.
والمواطنة الصالحة لا تقتصر على المشاعر والشعارات الوطنية فحسب بل تتجلى في السلوك الحقيقي للمواطن تجاه وطنه بالقول والعمل والحفاظ عليه في السلم والحرب.
المواطن المحب لوطنه مخلص في عمله محافظ على كل ممتلكات وطنه وعلى قيمه وعلى كل ذرة منه، حفظ الله السعودية وقادتها وشعبها من كل مكروه.
الزبدة:
ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعهُ
وألا أرى غيري له الدهر مالكاً
- «ابن الرومي»