د. خيرية السقاف
العلاقة بين المرء وربه وعودٌ مضمونة الإجابة بطاعة مسخرة بيقين..
معقد البلوغ اطمئنان لوفاء الرب بوعوده: «إنه لا يخلف الميعاد»،
والمعقد: إنه تعالى «لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء»،
ومشيئته تعالى مقرونة برحمته، وبصدق الاعتقاد فيه،
فالذنوب وإن كثرت فالسبيلُ الثقة في رحمته، واليقين بمغفرته..
فمغفرته «تسع كل الذنوب»، ورحمته هي المرجوة عن عمل المرء المكبل بهذه الذنوب...
عميقة هذه الرابطة بين المرء وربه، بعيدة هذه الدلالة بين العبد والمعبود..
بيد أنها واضحة المسالك، ناصعة الضوء لمن أدرك لذة الإيمان، واطمأن ليقين الوعد،
وامتد بثقة الرحمة، وسلك مسالك الجهاد في نفسه، والتوكل على رحمته،
فكلما أطاع في المطلوب سكن إلى المرغوب،
وكلما سكن وجَد، وكلما نبضَ نشَد، وحمَد..
وزاد لهاثا نحو الأبواب..
كلَّ الأبواب البالغة به مشارف الاطمئنان للإجابة الموعودة، والنجاة المنشودة..
وأنت يا رمضان تنفرج لحظاتك للرجاء في الإجابة،
إذ من يصومك «إيمانًا» فالوعد، هو المغفرة له،
ومن يصومك «احتسابًا»، فرحمة الله لا يُخلف الله وعده بها..
يجتهد فيك المرء ما استطاع أن يبلغها ليس بعمله البشري الموسوم بالنقص، بل برجائه فيها المضمخة بالتمام..
لله درك يا رمضان وقد خضك الله بدعوة مستجابة عند الإفطار، ووعد بمغفرة عند الصوم..
وحال المرء في موئل الطمأنينة بوفاء الله تعالى برحمته الواسعة، بمشيئة التي لا يخلف وعده معها.
اللهم ارزقنا مغفرة تتجاوز نقصنا، ورحمة تشمل قصورنا، تمحو بهما ذنوبنا، و هفوات بشريتنا..