د.عبدالعزيز الجار الله
الذاكرة التاريخية قد تطول وتغيب لكنها لن تمحو وتزول، لا أحد كان يعتقد في التاريخ القريب أن ينتهي سيناريو صدام حسين الرئيس العراقي السابق ومغامراته حبل المشنقة بعد أن خاض حرباً مريرة مع إيران عام 1980 ولمدة (8) سنوات انتهت عام 1988م، وأن تصل أحداث المنطقة إلى عام 2019 متدرجة:
- حرب احتلال الكويت من قبل العراق عام 1990م.
- حرب تحرير الكويت عام 1991م.
- حرب احتلال أمريكا للعراق 2003.
- إعدام صدام حسين عام 2006م.
- تدمير العراق واشتعال الحروب داخله لمدة (16) سنة حتى الآن.
- حصار إيران سياسياً واقتصادياً 2019 ومهددة بالحرب الشاملة من أمريكا وحلفائها قد تنتهي إلى تقسيم إيران.
صحيح أنه منسوب للواقع المعاصر لكنه ضمن الذاكرة التاريخية القريبة، والتي لم يكن أحد يتصور أثناء الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات أن نصل إلى تدمير العراق أقوى الجيوش العربية وهو الذي خرج منتصراً من الحرب الإيرانية، والأغنى نفطاً أن يكون بلداً مهزوماً وفاشلاً، لكننا اليوم قد نتصور نفس السيناريو لإيران من حرب شاملة وعنيفة، ربما تنتهي بتقسيم أو توقيع على شروط مذلة من عدم الاستمرار في برنامج السلاح النووي وتطوير الصواريخ، وترجع إيران إلى داخلها منزوعة السلاح النوعي.
الحرب عبر الوكلاء والأحزاب والميليشيات والحشد الشعبي، والنأي بجيشها النظامي أو الحرس الجمهوري والثوري أصبح من الماضي بعد كشف أوراقها، والتي بدأت عام 1982م بتأسيس حزب الله في الجنوب اللبناني مروراً بمنظمات وميليشيات شيعية وحشد شعبي بالعراق 2003 والحوثي في اليمن، وحتى آخر عملياتها عبر وكلائها تمت أمام ميناء الفجيرة بالإمارات في مياه بحر عمان بتفجير السفن التجارية، وعمليات تفجير في محطة نفط الدوادمي وعفيف غرب الرياض، مثل هذه العمليات لن توقف التوجه الدولي في معاقبة إيران على جرائمها منذ ثورتها التوسعية والعدوانية عام 1979 التي حولت مياه الخليج العربي الدافئة إلى مياه حرب طوال (40) سنة، بدأتها إيران في تصدير الثورة الشيعية ووصلت إلى الحصار السياسي والاقتصادي والعسكري وربما إلى الحرب وتقسيم إيران.