طموحة إلى أبعد مدى, أو بالأصح إلى ما لا نهاية...
لديها شغفها في الفن, تعرف ماذا تفعل وماذا سوف تفعل, أنا مؤمن بها لأنها مؤمنة في نفسها, وليس ثمة سر لإيمانها, بإمكانك التعرف عليه بسهولة من خلال أعمالها رفيعة المستوى, ومن خلال لغة الجسد وحديث عينيها, الذي يكشف عن طموح ورغبة وتحدٍّ مع نفسها قبل كل شي, حديث العيون رأيته على شاشة التلفاز, في أكثر من مقابلة تلفزيونية, تتحدث بكل وضوح وشفافية, عن نفسها وما تقدمه في تخصصها الجامعي ومجالها, قوة الشخصية ترافقها طوال الوقت وتجلّت في تلك اللقاءات, تمتلك فكراً راقياً وقوة على تحقيق الأهداف.
كانت بداياتها صعبة تحمّلت المشاق من أجل بلوغ الأهداف, استمرت وشقت طريقها كفاحًا حتى وصلت إلى ما وصلت إليه حاليًا من عالمية, وما هذه إلا بداية الطريق, كانت على إيمان منقطع النظير بأن ستصبح يومًا ما تريد, ومع رؤية 2030 أخذ الفن حقه.
صنعت للفن إبداع فريد من نوعه, وعسير على كثير من أهل الفن صُنع ما تَصنعه نورة بن سعيدان.
صعب الوصول إلى ما وصلت إليه, تخطت حاجز مدينة الرياض لتصل إلى ما هو أبعد من الوطن, وصلت العالمية من بوابات كبيرة للفن وهي برشلونة ولندن, ومن يعرفهما جيدًا يدرك بأنهما مدينتا للفن والثقافة, فيهما كنوز عظيمة ويجد فيهما أهل الفن ملاذهم ومتعتهم, عندما يتجولون في أرجائها.
نورة بن سعيدان من القلة النادرة, تؤمن بروح المشاركة وليست بأنانية, بل داعمة للناشئين ومن هم أكبر من ذلك في مجال الفن.
تشركهم في بعض أعمالها, ويقدمون فيما بعد الشكر لها على إتاحة الفرصة التي ربما لا تأتي مرارًا.
الوطن يعتبر مساحة شاسعة ومؤهلة, بأن تكون ساحة عظيمة مليئة بالحياة, وأقصد هنا بالفن, لأن الفن هو الحياة والعكس هو الصحيح أيضًا.
إن عملها بناء على علم, بمعنى أمسكت بالعلم والعمل في الفن بيد واحدة!
لوَّنت الرياض.. جعلتها رياضًا.
أصبح لحياتنا اليومية رونقًا وألوانًا, لا ملل في تكرارها.
نورة بن سعيدان لمساتها موجودة في أهم مواقع الرياض, أمثلة على ذلك حي السفارات والرياض بارك وبوليفارد الرياض وغيرها.
كما أنها تواصلت معها جهات عدة على سبيل المثال جمعية ألزهايمر, والذي أتشرف بعضوية فيها.
الفن الجرافيتي أو ما يعرف بالرسم على الجدران, ليس للعامة.. لأنه ليس في مقدور الكل عمله, وإنما يعد حكرًا على مجموعة, وإن هذا ما يميز نورة بن سعيدان, في أعمالها التي تحب أن تبث فيها روح التعاون.
أكثر ما شدَّني هو جدارية ابن سينا, كونني طبيباً تأثرت بشكل أو بآخر في هذا العمل, خصوصًا وأنه مرسوم بدقة لذلك خرج بوضوح وكأنه صورة!
أذكر في عام 2018 في مسك آرت, التقيت بنورة أنا وصديقي الفنان الياباني نوبوتاكا أساناوما, كانت زيارة أضافت على المكان السعادة ونثرت في أرجائه الفرح, بقدوم هذا الياباني, الذي قطع الآلاف الكيلومترات من أجل الحضور إلى هذا الحدث العظيم بلا شك. نورة بن سعيدان رحبت فينا, وتحدثت بشكل مطول مع نوبو, عن شغفها بالفن وحضورها العالمي, ومحبتها في التعرف على ثقافات البلدان, وأبدت إعجابها باليابان, وهذا يدل على انفتاحها على العالم, وإدراكها لمدى أهمية التعرف والاستفادة من ثقافات البلدان.
** **
- فيصل خلف