د. صالح بن سعد اللحيدان
الحمق صفة لازمة لمن اتصف بها - والحمق صفة لا يدركها صاحبها ولهذا يتكرر الخطأ من الأحمق في الشيء الواحد دون تنبه منه وذلك بسبب غياب الذهن والغفلة الطبيعية لديه.
والأحمق وجد أن أغلبهم لا يقر بخطئه وذلك لأنه يبرر من باب الحيل النفسية التي هو لا يدركها.
والأحمق يجر إلى نفسه وعليها كثيراً من العداوات وينسحب عند المواجهة حتى وإن كان الحق معه في بعض الحالات.
وقد وجدت من خلال معاينتي لكثير منهم أنه يتصف غالبًا بما يلي:
1 - سرعة التصرف.
2 - كثرة الشكوك.
3 - إسقاطات على الغير غير مقصودة.
4 - الحقد لكنه لا يدفعها إلى شيء.
5 - يظن أنه محسود أو أن هناك من يراقبه أو يتابعه.
6 - تضيع عليه كثير من الفرص الجيدة.
7 - ضعيف التحمل للمسؤولية كما أنه يفقد الابتكار.
8 - حاد الذكاء وكريم بطبعه وخدوم.
9 - يحب الزلف ليشعر بالأمن والراحة.
10 - وجدت أن أغلبهم يشك في زوجته دون دليل أو قرينة.
قلت وأصل كلمة أحمق أنها نوع من أنواع الاختلاط اختلاط الأمزجة.
ويجعله بعضهم ضربًا من الخلل العقلي.
وقد ذهب آخرون إلى أن الحمق نوع من القصور العقلي لا الخلل. وقال بعض الأطباء التجريبيين في الطب النفسي إن الحمق خلل وظيفي يتعلق بالفهم.
قلت وجدت أن أغلبهم يحسد قريبه أو زميله إذا كان أحدهم ناجحًا ويشوش عليه وقد يقذفه.
قلت ويحمق وأحمق سيء التصرف.
وأحمق عجول وسيء الحكم.
وأحمق علا صوته وساء فعله.
وتحامق تجاهل وتغافل ولا يدخل هذا في الحمق.
وأحمق مجنون بصورة من الصور.
وأحمق أرعن من الرعونة وهي الشدة ولكنها شدة هوجاء.
ومن نافلة القول وقد رأيت هذا ضرورياً أن هناك كتابين نسبا إلى الإمام ابن الجوزي وهما ليسا له (أخبار الحمقى والمغفلين) و(الأذكياء) وقد رأيت من يستشهد ببعض ما جاء فيهما أو في أحدهما من الكتاب والمثقفين وبعض القصاص وهذا محرم شرعًا.
ويعود بنا الحديث إلى الحمق فالأحمق قد يصل إلى مناصب عليا لكنه قد يسف فيجمع مع ذلك التجارة باسم ولده أو زوجته مثلاً مع شيء من التزلف حتى قد يتم التغاضي عنه.
وقد يصل الأحمق إلى قدرات عالية وجيدة لكنها متقطعة ومتذبذبة لا سيما في الشعر والرواية ذلك أنه يتبذل ويلقي القول على علاته وقد يورد ألفاظًا سوقية من عدم المبالات.
وهو يحب التصدر ولا يكاد يفطن لهذا إلا القلة من النابهين من العلماء وساسة العقول الفطنة.