سقطت من سمائها الثامنة فجرًا دون جناحيها، دهستها عجلات السيارات، تطير كثيرًا ثم تعود إلى الهبوط، والريح تتقاذفها يمنة ويسرة منتظرةً فتحة زجاجٍ لتستظل من فيح الظهيرة، واسترقت حديثًا بشكل متوازٍ بين شابين:
- الدوري أخذناه وعقبال الآسيوية.
- في المشمش الآسيوية صعبة قوية العالمية حقتنا أنتم مثل هذه!
التقط الورقة لمهمها بين يديه فركها، قذفها تُمارس الطيران مرة أخرى، الشمس تكمل جلدها أكثر وأكثر .. هناك سيارةٌ فارهة مرت بسرعة جنونية حملتها معها واستمعت بين سائقها وعَمّه.
- اسمع يا ولد وديت أم العيال السوق.
- نعم طال عمرك.
- طيب كل شيء جاهز في المنتجع.
- نعم حتى المطرب هناك والكل في انتظارك الله يحييك لتحاسب الجميع.
أخرج شيكًا ووسمه بتوقيعه، أخذه السائق فرحًا نظر إليها باستغراب لملمها بعد تمخّط بها ثم قذفها بعيدًا هناك!
أصبحت شبه بالية مُحِلتْ أطرافها في لحظات الاحتضار انطلقت سيارة كريسيدا موديل 96 صدامها يلعق لعاب الأسفلت وانتبهت لحديثٍ بين شخصين:
- هذا المتفلسف ليس شاعرا
- ولا حتّى أديبا أما سمعت ذاك الناقد الغبي ماذا يقول عنه ؟!
- مشكلتنا في الإعلام وضجيجه وشلليته من أحبوه صار من كُتَّابها، والأديب الحقيقي قابع بين أوراقه يكتب ويكتب ....
أخذها بغضب، نظر فيها كورها بين يديه، رماها وقبل أن تسقط استقرت وهي تكتب وصيتها في رمقها الأخير هذه المرة في سيارة جمس بموديل قديم استقرت على جودي زوجين، لم يكن هناك ذاك الحوار بينهما، أخذها وكتب على ظهرها بقلمه الزهيد بالكاد يكتب:
(اذهبي أنت طالق) فصرخت!
ماتت الورقة ولم تطر.
** **
- علي الزهراني (السعلي)