أيَّتها السَّيِّدة..
منذ عشرين عاماً وأنا أبـحثُ عن شَجَرةٍ قيل لي ذات مَرَّةٍ (إنَّ مآلنَا إليها).
وَجَدتُ واحدةً لكنَّها لم تكن هي المعنِيـَّةَ وعِندَ أخرى لم أجِدْكِ فَلَمَّا هَمَمْتُ بالانصراف قالت لي:
(انـتَظِرها ولا تـَجزع)!
(فَـآدَمُ يَـأتي أَوَّلاً)!
وَلَمَّا طَالَ انتظاري جاءَ القَبرُ طائراً مِثلَ قارورةِ حِبرٍ مشروخةٍ قَذَفَ بها شاعرٌ غاضبٌ وقال لي:
(إنَّ حَوَّاءَ لَنْ تَـأتيَ هذه الـمَرَّة وإنـَّه لم يُدفَنْ قَبلَكُمَا شَخصانِ مَعاً فإنْ شِئتَ فَامدُدْ كَفَّكَ إليَّ وبايعني وإنْ شئتَ.. فَـارحلْ وحيداً).
فَسِرتُ وَأنا لا أعلَمُ جَدوى مَسيري إنْ لم أَجِدْكِ..
حِينَهَا!
نَدَّ عن صَدر اليقينِ سِـربٌ مِنْ حَمَامِ الزَّاجل وقال لي:
(إنَّ حَوَّاءَ مَوجودةٌ في كُلِّ قصيدةٍ تَـتَشَبَّثُ بأجنحةِ الهروبِ تارةً وضفائرِ العنادِ تارةً أخرى)..
هكذا عادَ البَحثُ عَنكِ قارورةَ عِطرٍ تسكبُها اللَّهفَةُ خَلفَ شَبَحِ القصيدة!
وكتابَةُ القصيدةِ باتت هروباً..
أنتِ لا غير مَنْ يُتقِنُ قراءةَ خَواتيمِهِ ولكن!
** **
- فهد أبو حميد
Hssh7777@hotmail.com