هالة الناصر
في كل يوم تخطو المملكة خطوة جديدة على طريق القوة وبناء صورتها الذهنية العالمية بوصفها قائدة للعالمين العربي والإسلامي، ومن بين المجالات التي فطنت قيادتنا الرشيدة إلى ضرورة وضع قدم فيها مجال الطاقة النووية الذي تحرز فيه المملكة كل يوم نجاحاً جديداً، وكان آخر هذه النجاحات، هو سعي الحكومة الكورية الجنوبية وإبداء رغبتها في إنشاء مركز بحوث مشترك للطاقة النووية مع السعودية، يهدف إلى بحث وتطوير الطاقة النووية، ولهذه الخطوة دلالات لافتة، فقد كانت الخطوة الأولى من الجانب الكوري الذي ناقش هذه المسألة مع الجانب السعودي وعرض عليه هذه الفكرة خلال «الدورة الثالثة للجنة الطاقة النووية المشتركة الكورية الجنوبية - السعودية»، وهو ما يعني استشعار المعسكر الشرقي للقوة السعودية والدور الذي تلعبه المملكة في موازين القوى العالمية في الوقت الراهن، لذا كان من الطبيعي أن يسعى لإقامة الشراكات معها خاصة في هذا المجال الحساس والمهم،كما أن العرض ذاته، ركز على التعاون التقني من أجل دعم وإنشاء مفاعل نووي ذكي صغير وترخيصه، بالإضافة إلى تطوير الجيل القادم من هذه النوعية من المفاعلات، التي ينظر لها الكثيرون بوصفها مستقبل الطاقة النووية خلال السنوات المقبلة، وهي ثقة كبيرة من دولة متقدمة تكنولوجيا مثل كوريا الجنوبية توضع في محلها عندما ترى في المملكة شريكًا قويًا وكفؤاً في هذه الخطوة، ولا يخفى سعي الجانب الكوري للاستفادة من هذه الخطوة في تقوية العلاقات مع المملكة في جوانب أخرى، وهو ما صرحت به بشكل واضح نائبة وزير العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كوريا الجنوبية «مون مي-أوك» التي قالت إن اجتماع مناقشة سبل التعاون في إنشاء المفاعل النووي أتاح فرصة لتعزيز وتوسيع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، خاصة أن مركز الأبحاث سيكون بمثابة حجر الأساس لعملية تعاون بحثي طويل الأجل بين الجانبين، سيفتح الباب لمزيد من التعاون في مجالات جديدة وخلق شراكات أكبر.
إن القيمة التي باتت تشكلها بلادنا حاليًا على المستوى الدولي، هو إنجاز بكل المقاييس، إنجاز يستحق أن يدرس على المستوى الدبلوماسي، بعدما تمكنت المملكة من لفت أنظار العالم إلى مكانتها لتكون محط أنظار صناع المستقبل.