جدة - واس:
بعد أعوام من الانقطاع.. أعادت مبادرة «مسك جدة التاريخية» علاقات انقطعت لوقت طويل بين الأصحاب والأصدقاء القدامى وسط المنطقة التاريخية لأسباب متعددة. وما بين مدخل حارتي الشام والمظلوم، يقف أصدقاء العمر محمد البهلولي، وأحمد بنا، وفاروق أحمد محبوب مجتمعين يتبادلون الأحاديث الرمضانية على مقاعد مركاز «البهلولي» التاريخي الذي يحمل الكثير من ذكريات منطقة جدة التاريخية في مركاز «بهلولي».
يقف الأصدقاء من سكان المنطقة التاريخية في مركازهم المعتاد لتبادل الأحاديث الودية بينهم، حيث أعادت لهم فعاليات مسك جدة التاريخية، التي ينظمها مركز المبادرات بمؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز «مسك الخيرية»، خلال الفترة 9 - 15 رمضان، ذكريات من الماضي الجميل لهم، وجمعتهم في مكان واحد بعد أن فرقتهم مشاغل الحياة اليومية .
تلك الذكريات التي عادت لم تكن في الحسبان لبعض رواد مركاز «البهلولي» التاريخي، الذي يمتد لأكثر من 100 عام، حيث يتوافد الأصدقاء، والكثير من الزوار يومياً إلى المركاز، ويقضون أمتع الأوقات في المركاز. ويتحدث أحمد بنا أحد قدامي منطقة جدة التاريخية عن «مسك تاريخية جدة»، وعن الفعاليات التي أطلقتها، مشيراً إلى أنها جذبت آلاف الزوار للمنطقة التاريخية، وأعادت الكثير من الأصدقاء الذين انقطعوا عن المنطقة منذ سنوات عدة. ويقول الـ «بنا» ان الكثير من الأصدقاء، وبعض ممن له علاقة بهم في المنطقة التاريخية انقطعوا منذ فترة ليست بالقصيرة، موضحاً أن «مسك جدة التاريخية» أعادت بعض الأصدقاء إلى أروقة المنطقة التاريخية، والتقوا ببعضهم من قدامي سكان المنطقة.
لم يكتف أحمد بناء بـ «الابتسامة» للزوار على مركاز «البهلولي» فقط، بل كان له لمسات إبداعية من خلال مساهمته في بناء، وترميم بعض الأجزاء من المنطقة التاريخية، وأصبحت تحمل اشكالًا جميلة بطابع تراثي يستلهم العمران التاريخي لمدينة جدة. وأضاف أنه يقوم بتدريب الكثير من الشبان في عملية بناء، وترميم البيوت التاريخية من خلال تعليمهم طريقة الحجر المنقبي، والبحري، والطين، إضافة إلى اللمسات الجمالية التي تحاكي جمال بيوت جدة. فيما يؤكد فاروق احمد محبوب، وهو أحد قدامى مركاز «البهلولي»، أن المركاز يستضيف الكثير من قدامي المنطقة التاريخية ليتبادلوا الأحاديث الروحانية، والتراثية، وغيرها من الأمور المتعلقة بالمنطقة التاريخية.
وأشار إلى أن الكثير من الزوار الذين يفدون إلى المنطقة التاريخية ضمن فعاليات «مسك جدة التاريخية» من مناطق الجنوب، والشمال ويستمتعون بزيارة البيوت الأثرية، يواجهونهم بالأسئلة عن تاريخ تلك البيوت، ومحتوياتها، ويقدمون الخدمة المطلوبة للزوار من المواطنين والمقيمين من جنسيات عدة منهم الأوربيين، والآسيويين، والعرب، والذين تجذبهم الفعاليات في المواقع التراثية.