أ.د.عثمان بن صالح العامر
حين كتبت مقالي يوم الجمعة الماضي بعد اللقاء الذي أجراه الإعلامي المبدع (عبدالله المديفر) في برنامجه الرمضاني المتميز (الليوان) مع الشيخ (عائض القرني)، لم يكن يدور في خلدي لا من قريب أو بعيد أن في (الليوان) اعتراف آخرين واعتذارًا ووعدًا جديدين، وما هي إلا ليلتان وإذ بالمعارض السعودي السابق د. كساب العتيبي يستضاف في لقاء مميز وينتهي بنا إلى أن: (الوطن خط أحمر، والقيادة خط أحمر)، يقول هذا الكلام بعد أن أمضى اثنين وعشرين سنة معارضاً للحكومة السعودية برفقة الفقيه والمسعري اللذين يقطنان لندن حتى الساعة، والبارحة كان اللقاء الاستثنائي مع (علي الفقعسي) -رئيس المجلس العسكري للقاعدة في المملكة العربية السعودية- الذي انتهى بالمشاهد إلى نفس النتيجة التي سبقه إليها الشيخ المنظر، والمهاجر المعارض.
جزماً لم يكن خروجهم جميعاً في هذا الوقت بالذات وفِي ظل الظروف والأحوال التي تعيشها بلادنا المملكة العربية السعودية بحثا عن الشهرة، ولا من أجل المجاهرة بما كانوا عليها في السابق، ولا... ولكن ليقولوا للجميع -ومن بينهم أنت- نحن أمضينا سنوات من عمرنا كنّا نعتقد جازمين أننا نسير في المسار الصحيح واكتشفنا بعد أن وقع الفاس بالرأس أننا كنّا على خطأ عظيم، واليوم نخرج ونحن في كامل قوانا العقلية وبإرادتنا المطلقة لنقول لكم، أنتم مستهدفون من قوى عديدة (دول حاقدة، جماعات إسلامية، معارضة سعودية خارجية، أفراد مدعومون من قبل أعداء متخفين،...) الكل يريد بكم، بقيادتكم، بمقدساتكم، بجنودكم، بأرضكم، بشعبكم، الشر، يسلكون للوصول إلى هذا الهدف العزيز لديهم كل السبل والوسائل الممكنة حتى لو تحالفوا مع الشيطان، فكونوا على حذر، واجعلوا وطنكم وقيادتكم خطاً أحمر، لا تقبلوا المساس بهما بحال.
هذا ما انتهوا إليه الثلاثة جميعًا بعد تجارب دامية، وصراع مع ضمائرهم شديد، فلتقف أنت اليوم عند النقطة التي انتهوا إليها، ولتبدأ من أول السطر، فالعاقل من اتعظ بغيره، حكم العقل في العاطفة، ولا تنخدع بالشعارات، واحذر أن تنزلق في الهاوية، واضبط بوصلة تفكيرك، واعلم أن الغبن أشد الغبن أن يوظف الواحد أياً كان لخدمة أهداف أحزاب وجماعات أو دول ومنظمات وهو لا يعلم، ومن أجل ماذا؟، من أجل قتل إخوته.. تهجير أخواته.. جعل بلده الآمن حمام دم، وأرض جثث بعد أن كان موطن أمن، وعنوان سلام -لا سمح الله- والمقابل الذي يدغدغون مشاعره به حفنة من المال يحصل عليها، أو أنه يفعل كل ما يشين تحت ستار ديني مضلل، يعده بلقاء الحور العين حين يقتل أقرب الناس له!!!.
احذر.. احذر.. احذر.. أن يؤتى الوطن من قبلك، فوالله ستجدها ندامة في الدنيا، وحسرة عند لقاء الله، واحرص أن تكون رجل أمن، وحارس عقيدة، وحامي وطن، أحرص على أن تنال وسام (المواطن الصالح) بكل ما تحمله لفظتا المواطنة، والصلاح من معانٍ جزلة، ودلالات عميقة، ولتربي ذريتك وأهلك على هذه المعاني الجميلة (البيعة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، الفاعلية الوطنية، الدين الوسطي السمح الذي عليه علماء الأمة الربانيين، والذي هو نهج هذه البلاد منذ عهد المؤسس -رحمه الله- وحتى عهد سلمان العزم والحزم أدامه الله، ربهم على كل فعل جميل له علاقة ومساس بضمان سلامة وأمن وتطور وتقدم وطننا الغالي تحقيقاً لرؤية المملكة 2030، ولا تنسى أن من حقوق ولي الأمر وقادة بلادنا بلد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية الدعاء لهم، والثناء على صنيعهم، والشكر لما يقدمونه ويبذلونه من أجلك، والوقوف خلفهم -مع بقية المواطنين- صفاً متراصاً، ولبنات متماسكة، ويداً واحدة في مواجهة المحن والتحديات، وفِي وجه كل من أراد ببلدنا وأمننا وقادتنا وأهلنا ومن في حمانا من ذمي ومستأمن بسوء كائنا من كان. حفظ الله قادتنا، وحمى بلادنا، ونصر جندنا، وأذل أعداءنا، وأدام عزّنا، ورزقنا شكر نِعَمه، وأبقى لحمتنا ووحدتنا والتفافنا حول أمرائنا وعلمائنا، ووقانا جميعاً شر من به شر، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام..