خالد الربيعان
النجومية في عالم كرة القدم تفتح كل الأبواب، هي عبارة لا يعرفها جيداً سوي من يعايشها يومياً، أن تكون لاعباً شهيراً ونجماً يشار إليه في كل مكان تذهب إليه شيء يكون بمثابة مكسب يومي على جميع المستويات المعنوية منها وأيضاً المادية.
قد تكون نجومية اللاعب سبباً في ثرائه بأموال من مصادر أخرى بعيدة كل البعد عن الطرق التقليدية مثل العقد مع النادي ومكافآت الفوز أو الأهداف ، بل وحتى نسبة الإعلانات !
في أحد الأيام كان ليو ميسي يقوم مستغلاً فترة توقف الدوري والنشاط الكروي السنوي بالعالم في إقامة مباريات خيرية استعراضية، بدأها بمباراة ضد أصدقاء « نيمار» صديقه القديم في البارسا ، ثم مباراة أخرى بكولومبيا ضد منتخب « بقية العالم « أو rest of the world بقيادة صديقه السابق روبينيو ، وهي المباراة التي شهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً ، وأيضاً مفاجأة أخرى هزت وسائل الإعلام العالمية الرياضية منها وغير الرياضية حتى أن الخبر تناقلته شبكة السي إن إن وبي بي سي ووكالة الأنباء الفرنسية أ ف ب !
فكان في انتظار اللاعب أحد أغلى الهدايا التي مرت على لاعب كرة القدم وربما في تاريخ الهدايا بشكل عام ! وهو ما يفتح الباب بقوه لظاهرة كانت تلك الواقعة أهم محطاتها.
كانت الهدية التي أهداها الفنان الكولومبي بينيتيز لميسي وهي صورة كبيرة تم رسمها باستخدام قطع البلور والكريستال الملون والتي قدرت بخمسين مليوناً من الدولارات شيئاً يستحق الوقوف عنده والتأمل.
وإذا قمنا بإجراء مقارنة حسابية بسيطة فإن قيمة راتب اللاعب في تعاقده مع ناديه ، فقيمة الهدية تساوي أكثر من ضعفي قيمة ما يتحصل عليه اللاعب بالطرق الرسمية التي يعرفها الجميع!
الأمر سيان عند ليو ميسي واللاعبين الآخرين الذين يضمهم نفس مستوى النجومية والشهرة، فالحال متشابه مع لاعبين ككريستيانو رونالدو وسابقاً ديفيد بيكهام وإيكر كاسياس ، ويزداد الأمر بشكل مكثف حين يحقق اللاعب إنجازاً فردياً أو بطولة كبيرة مع المنتخب، فمنتخبات مثل إسبانيا قدرت الهدايا التي حصل عليها كل لاعب بعد الفوز بلقب كأس العالم بقيم أكثر من قيمة المكافآت التي أعلن عنها الاتحاد الإسباني نفسه، مما أدى إلى تصاعد لهجة الانتقاد في الرأي العام الإسباني فيما قدر عدد من المعارضين للمغالاة في الهدايا والمكافئات بان قيمة ما حصل عليه لاعبي منتخب إسبانيا بعد المونديال يعادل قيمة راتب ألف مواطن إسباني على مدى عام كامل!
عربياً كانت الحالة الوحيدة التي شذت عن كل القواعد المعترف بها هي حالة فوز المنتخب الإماراتي بلقب كأس الخليج الـ 21 والتي حصل بعدها لاعبو المنتخب الإماراتي علي مكافآت وهدايا وهبات وعطايا وتبرعات من الأمراء ورجال الأعمال الإماراتيين بقيمة تجاوزت ثلاثة أضعاف ما حصل عليه لاعبو المنتخب الإسباني نفسه الفائز بكأس العالم (!!) حيث قدرت قيمة تلك الأموال مجتمعه ربع مليار دولار!!, وهو ما ينسف فكرة تشجيع اللاعبين ومكافأتهم من الأساس ويضعها تحت مرتبة أخرى هي البذخ المبالغ فيه.. ففرق كبير بين أن تعطي هدية كبيرة القيمة لأفضل لاعب في العالم لأربع مرات متتالية.. وبين أن تكافئ كل لاعب من لاعبي منتخب هو كروياً ليس بالكبير بثلاث سيارات لكل لاعب كما حدث مع لاعبي الإمارات، حيث حصل كل لاعب علي سيارة موديل تلك السنة نوعها «رنج روفر» وأخري «لكزس» وأخرى «نيسان»، هذا بالإضافة إلى الأموال الأخرى التي جعلت أحد النقاد العرب يعلق على ذلك بقوله « هذا وهو كأس الخليج.. كيف لو كأس العالم؟!.