د. خيرية السقاف
من الذي لا يرجو أن يكون من الذين إذا دعوا الله يجيبهم؟!..
فيتحرى موجبات الإجابة، ليرقى لمراتب المغفرة..
وأنت يا رمضان تقربه منها في كل ثانية من أيامك، ولياليك؟!
في خبايا الصدور تتزاحم الأسئلة، وعلى كفوف التمني تصاعد إلى السماء الأمنيات،
وتتكاثر الدعوات..
تتحول الجوانح أجنحة خضراء، ندية بسقيا غدقك، وومفاتيح كرمك، وأبواب هباتك،
و..
تفاصيل في كل صدر تتشابه لكنها تختلف، وتختلف لكنها تأتلف!!..
أسرار تخرج تتراكض من الجوف بين ناظري صائم شغوف بنفسه،
هذا المخلوق الإنسان، الكائن بكل حالاته، وأنسامه، وتفاوته، ومعاناته، واحتياجاته، ونواقصه،
بتلك الحبات المنسربة من مسبحة خطاه التي مضت، وأحلامه التي تمخضت، واستشرافاته التي تلوح، بين عينيه التي تبوح..
فيك يا رمضان كل الخيوط تلتقي في نسيج هذا الكائن السادر، والمبحر، الحالم، والواقعي، المشرق، والكئيب، الصلف، والرخو، الطيب، والمتمرد، المكابر، والمسالم، المعطاء، والممتنع، جابر العثرات، وصانع الخيبات،
تلتقي في حلقة، وتنبسط في المواجهة..
لله درك يا رمضان..
أي الأسرار التي تكشف عنها مرآتك، فيلتقي المرء فيك نفسه،
يجدها الضالة، يعرفها المارقة، يدركها الهاوية، ينقذها لتكون الناجية؟!..
أنت في يومك الحادي عشر يا رمضان تبسط بين يديه مفاتيح الخطو نحو الوعد الإلهي بالمغفرة،
فيلهث لأي السبل إليها، وأي الدلالات عنها،
الشغف يزداد، وأيامك تحاصر الأمنيات،
تشحذ العزائم، وتوقدها من جديد؟!..