مها محمد الشريف
لم يعد بإمكان برجوازيات الدولة الفارسية أن تهرب من قدرها الذي رسمه لها نظامها الحاكم، بعد أن وجه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تحذيرًا لإيران، قائلا إنه سيكون من الخطأ الفادح أن تقدم على أي تحرك ضد الولايات المتحدة التي نشرت حاملة طائرات ومقاتلة أخرى في الخليج العربي.
بعد أن تمادت واقترفت الأخطاء ولم تكترث بقوة الإنذار المتكرر من واشنطن -الإنذار الأكثر رعبًا وإثارة-، ولكنها أبدت قدرًا كبيرًا من الازدراء والاستهتار وتجاهلت فيه مقتضيات أي اتفاق قائم لأنها تعتبر أكبر خطر يتهدد السلم العالمي، فهذا من شأنه أن يقنع العالم بانتهاكات إيران المستمرة ضد جيرانها، وتمويلها للإرهاب والإرهابيين في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وليبيا.
في الوقت الذي قال ترامب للصحفيين، في البيت الأبيض، «إن الولايات المتحدة سترى ما سيحدث مع إيران لكن إن حاولت فعل أي شيء فسيكون ذلك «خطأ كبيرا». وكان هذا التحذير قبل أن تقوم بالأعمال التخريبية التي تعرضت لها أربع ناقلات تجارية في خليج عمان قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات.
من المهم أن نتذكر دائمًا أن هناك دروسًا مهمة تخلت عنها طهران منذ زمن بعيد، ولم تدرك أن الهدف أقرب من مرفأ غوادار حيث يمكن مباغتها بهجوم صاعق لتصبح منطقة جنوب إيران محتلة من إعصار جامح يقلب موازينها، ولنا في سورة الروم أدلة تثبت الحرب بين الروم والفرس وهو قول الحق لتعرف كيف باغت الروم الفرس واحتلوا دولة فارس.
وكانت الحروب بينهم وبين الفرس سجالاً في محافل عديدة، وقول الله تعالى: {الم، غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} (الروم الآية: 1-3).
منذ ذلك الحين، التحركات السياسية والعسكرية التي شهدتها المنطقة تثبت تورط ملالي طهران وعليهم اليوم مواجهة الخطر بعد ان أرسى هذا النظام قواعد ثابتة للاضطراب والفوضى في المنطقة لتحقيق مطامعه الاقتصادية والطائفية. ونقلت وكالة {رويترز} عن مسؤول أميركي آخر مطلع على معلومات الاستخبارات عن إيران، أن بلاده تشتبه بمسؤولية طهران عن الهجمات التخريبية للسفن الأربعة.
عندما نتساءل هل تنطوي أفعال إيران على مغامرة أم هو الإيمان الكامل بأن وقوع الكارثة وشيك بعد انهيار اقتصادها؟