عثمان أبوبكر مالي
رغم أنه أسوأ مواسم التسعيني الوقور، إلا أن نادي الاتحاد رفض أن يخرج من الموسم الكروي، دون أن يترك (بصمة) تاريخية في عام (الدوري الاستثنائي) للكرة السعودية تسجل له بمداد من ذهب.
الفريق الذي بدأ الموسم (متذيلا) قائمة الترتيب، في بطولة (دوري كأس الأمير محمد بن سلمان، واستمر على ذلك طويلاً، وكان محل التندر و(الطقطقة) من بعض جماهير وإعلام وحتى مسؤولي بعض الأندية المنافسة، الذين كالوا له أشكالاً وألوانًا من (هرطقاتهم) مما لا يليق بمكانته ولا يستحقه وليست فروسية المنافسة؛ مثل قولهم فريق (البدروم) أو فريق (أبو نقطة) وغيرها من (السّبات) التي لا تكتب في صحيفة محترمة، ووصل الأمر إلى أن رسموا له (سيناريو) الهبوط والسقوط إلى الدرجة الأولى، وكانت أمنياتهم أن يتحقق ذلك، حتى رفعوا لافتات (الوداع) مبكرًا قبل الأوان، معتبرينه آخر موسم يجمعه بمنافسيه في الديربي والكلاسيكو، بل إن هناك من أقسم أنه لن ينجو من الهبوط إلى الدرجة الأولى إلا إذا أصبحت الكرة (مربعة)!!
ونسوا أنه (الاتحاااااد) النادي الذي ولد من رحم (المعاناة) النادي الذي كالعود يزيده الإحراق (طيبا) النادي الذي في (أحلك) الظروف يخرج من عنق الزجاجة منتشيًا، ولا ريب في ذلك، فهو منشأ الكرة السعودية، وابنها البكر ورائد الرياضة السعودية، ولا يضيره أن تراجع مرة أو اهتز أخرى، ولكنه لا يسقط بحول الله تعالى، ثم برجاله الأوفياء و(رموزه) المتكررين، مستمدًا قوته الأولى بعد الله، من جماهيره الوفية التي تقف خلفه في كل وقت ومكان وساحة وأحوال وظروف، تملأ الساحات والمدرجات، وتعطي وتغذي لاعبيه وإدارته ومدربيه، بإنزيم الانتشاء والقوة والمجابهة وتقدم للكل (دروسًا مجانية).
نعم كان (العميد) متذيلا، لكن ذلك لم يكن سوى (كبوة) وقد يكبو الهمام خطوة للخلف، لكنه سرعان ما ينهض مجددًا وقويًّا، وإذا نهض فإنه سيقفز للأمام عشر خطوات.. وإن غدا لناظره قريب.
وكم يحدث أن يكبو الهمام.. إنها للخلف خطوة من أجل عشر للأمام
كلام مشفر
« أسوأ موسم على مر تاريخ (العميد) المتجاوز تسعين عاما، لم يكن خلاله (النمر) يقظًا، وإنما (مسترخيا) للآخر، وصارع طويلا على عدم الهبوط، ومع ذلك فإن جماهيره (الوفية الصابرة) استمرت قوية وداعمة بل استمرت تسجل أكبر حضور وتقود النمور في جميع المباريات التي تقام على أرضه وبين جماهيره، وكثيرًا من معظم مبارياته خارج أرضه.
«في سابقة تاريخية في الدوري السعودي جمهور الاتحاد يسجل رقمًا قياسيًّا ويتجاوز حضورهم حاجز (النصف) مليون مشجع في موسم واحد، هذه السابقة تتكرر للمرة الثانية في الدوري السعودي، وكانت الأولى أيضا لجمهور الاتحاد.
« في الموسم الرياضي 2014- 2015م بلغ حضور جماهير الاتحاد في ملعب الجوهرة (550822) مشجعًا رغم أن عدد المباريات أقل وفي الموسم الحالي تكرر الحضور الطاغي وبلغ الحضور (502230) مشجعًا، لفريق كان واقعًا تحت مظلة عدم الهبوط وهذا أمر لا يفعله غير جمهور (العميد) وهو الجمهور (الاستثنائي) في كل المواسم.
« استغرب عندما تكون هناك إدارة اتحادية (ناجحة) تقوم بعملها كما يجب وعلى أحسن ما يرام، وتنتظر المزيد من الدعم والتأييد والمزيد من المطالبة بالبقاء والاستمرار، أستغرب أن يخرج من يطالب برحيلها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وذلك عن طريق تبني (ترشيح) أسماء وملفات لاقتعاد كراسي الرئيس ومجلس الإدارة، وليس هدف هؤلاء خدمة النادي أو تقويته أو حتى مجرد دعمه، وإنما بحثًا عن إبعاد الموجودين أو أحدهم، حتى إن كان ذلك يظهر بوضوح أنه ضد وليس في مصلحة الكيان.. انتبهوا لهم جيدًا فهؤلاء هم (أعداء النجاح).
« من وجهة نظري أن أي شخصية اتحادية تريد حقيقة وصدقًا مصلحة الاتحاد ونجاحاته، عليها لتثبت ذلك أن تضع يدها في يد إدارة المهندس لؤي ناظر وتؤيد وتطالب باستمرارها سنوات قادمة، سواء أكان ذلك عن طريق انتخابات الجمعية العمومية، أو التكليف، ويكون المجال مفتوحًا بشكل كبير لكل محب أن يتحول إلى (داعم) وسند حقيقي من أجل اتحاد قوي يفرح كل أنصاره.
« هل هو حقيقي أسوأ موسم في تاريخ الاتحاد لمجرد أنه صارع على عدم الهبوط؟ أليس هو نفس الفريق الذي وصل إلى نهائي أغلى البطولات وخرج وصيفًا لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين؟ وأليس هو الفريق الذي تأهل إلى (المرحلة الثانية) عن مجموعته في دوري أبطال آسيا، قبل انتهاء الدور التمهيدي بجولة والسؤال الأخير كيف وهو يتطلع ويقترب من أن يكون مركزه الثامن في ختام الدوري؟!