من أجمل المشاعر التي تملؤنا حباً وراحة هي شعور الامتنان والشكر، فالامتنان لله ثم للأشخاص والأماكن واللحظات الجميلة هي تقدير لما تملك من نعم و خيرات، هو شكر واعتراف بالجميل، الامتنان يعزز المشاعر الإيجابية ويرفع طاقة الجسم، فيكون الانسان الممتن أكثر قناعة ورضا بما يملك قليلها وكثيرها.
نال الامتنان اهتمام الكثير من العلماء وبالأخص علماء النفس في العصر الحديث مما أصبح مجالا قائما بذاته في مجال علم النفس الإيجابي، وهناك الكثير من المتحدثين به، ومن ينادي به لما رأوا الأثر الكبير الذي يحدثه في الإنسان وصحته النفسية والجسدية والتوازن بينهما، ومن أكثر الأشخاص الذين تحدثوا عن الامتنان وفاعليته في حياتنا هي لويز هاي فتقول في كتابها (الامتنان أسلوب حياة) «كلما زاد اهتمامنا وتركيزنا على الجوانب الخيرة التي تحيط بنا كلما زاد الخير الذي سنحصل عليه»، وتذكر أن ما تقدر قيمته تحصل على المزيد منه واحتمال ظهور الأحداث والأشخاص والفرص السعيدة في حياتنا.
بالنسبة لنا كمسلمين فهذا ليس بالأمر الجديد فالامتنان والشكر ذكر قبل آلاف من القرن وهناك آيات وأحاديث كثيرة تخبرنا عن فضل الامتنان مما جعلها الله صفة حميدة في الإنسان قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (التحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر)، وقرن شكره بشكر الناس (لا يشكر الله من لا يشكر الناس). ومما يحضرني من القرآن قال عز وجل: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} -سورة ابراهيم ايه7- فهنا تصريح ووعد من الله للشاكرين بزيادة في النعم وسعة في الأرزاق.
ومن أجمل الطرق للامتنان والتي جربتها وأصبحت عادة لا أتكاسل عن فعلها هو أن تبدأ صباحك بتعداد نعم الله عليك كبيرها وصغيرها على الأقل عشر نِعم، والأهم ألا نكتفي بترديد النعم فقط، بل يجب استشعارها والإحساس بتلك النعم وعيشها من القلب.