م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. التدريب على الكتابة هو تدريب على تقنيات الوصول إلى الإبداع وليس الإبداع.. نعم المبدع يولد مبدعاً لكنه يحتاج إلى اكتساب مهارات خاصة حتى يبدع أسرع وأكثر وأعلى وأعمق وأمتن.. وأمامه طريقان الأول طويل وهو أن يتعلمها بنفسه من خلال تجاربه.. والثاني أن يجيدها من خلال تدريب يقوم به مدرب متخصص.
2. هناك من يشترط أن يكون المدرِّب ذا إنتاج ممتد في الكتابة.. إذا كانت هذه الصفات ليست مطلوبة في الناقد الأدبي فلماذا هي مطلوبة في المدرب؟.. الأمر الآخر إيصال المعلومة والمعرفة مهارة بحد ذاتها.. وليس بالضرورة أن يكون الأغزر معرفة بالإبداع أكثر مهارة في التدريب عليه.
3. تنقسم مهام ورش التدريب على الكتابة إلى مجالات.. منها ما هو لتطوير المهارات اللغوية والصياغية.. ومنها ما هو أقرب إلى العصف الذهني تجاه قضية محددة.. ومنها ما هو مختص في تقنيات الكتابة.. ومنها ما هو جمعي أو فردي أو متخصص.
4. هناك من يرى أن ورش التدريب على الكتابة تُنَمِّط أساليب الكتابة وتحد من حرية المبدع في الخروج عن صيغ الكتابة المعلبة المتشابهة.. بينما الإبداع في الكتابة يقوم على كسر القواعد.. والحقيقة أن ورش التدريب لا تصنع الموهوب بل تنمي قدراته وتمكنه من امتلاك أدوات الكتابة.. وتضع المتدرب في مواجهة أخطائه.
5. لو لم يكن من ورش الكتابة هذه سوى أنها تعلم الكاتب الشاب التواضع لكان ذلك كافياً.. فالغرور يكتسي المبدع الشاب في مطلع حياته.. والتدريب يكشف له خطأه مبكراً من خلال الورش وذلك خير من أن يكتشفه متأخراً.. فمن خلال التدريب يتعلم المبدع الشاب مبكراً أن ما يكتبه نصا يمكن أن يتطور ويتحسن وأنه ليس أيقونة مقدسة لا تُمَس.
6. ورش الكتابة تؤثر في أساليب الكتابة لأنها تؤثر على اتجاهات التفكير وزوايا الرؤية وطرق التناول.. كما أنها تتيح توسيع دائرة علاقات الكاتب بالكتَّاب الذين يشبهونه في حبهم للكتابة.. وهؤلاء يصبحون لبعضهم كالمحفز للإبداع في الكتابة.
7. لا شك أن ورش الكتابة لا يمكن أن تعلمك الإبداع في الكتابة.. لكنها تعلمك كيف تكتب من خلال منهجيات تعطيك التوجيهات والالتفاتات التي يجب أن تهتم بها.. وتحذرك من الهنات والمآخذ التي يمكن أن تقع فيها.. وليس صحيحاً أن الورش الكتابية تخلق أنماطاً معلبة.. فكلٌ يتعلم مهارة الكتابة بطريقته وأسلوبه وسعة خياله.