د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ
هل جميع ديمقراطيات العالم، غربه وشرقه، في «أزمة»؟ من وجهة نظري، نعم. وقد يختلف معي البعض، وقد يقول البعض الآخر نعم ولكن..
تعريف الديمقراطية ببساطة رأي الأغلبية، أو حكم الأغلبية، أو أخذ رأي أغلبية الناس في مَن يحكمهم، أو مَن يتولى أمرهم. هذا أمر مقبول، ولكن كيف الوصول إلى ذلك؟ هنا مربط الفرس، كما يقال. إذن الأمر ليس بالسهل، بل فيه من التعقيد الشيء الكثير.
وفي الشرق ديمقراطية ممسوخة من ديمقراطية الغرب. في الشرق قد لا يوجد إلا مرشح واحد، وقد تكون عملية ترشيحه غير ديمقراطية. وعلى الرغم من أن ديمقراطية الغرب لها وجه ديمقراطي، وسحنة ديمقراطية، إلا أن وراء الأكمة ما وراءها.
وهناك قاسم مشترك بين الديمقراطيات الغربية والشرقية، ألا وهو الفساد بأنواعه السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ولم تسلم من ذلك ما تسمى «بالديمقراطية الأولى» الولايات المتحدة. في العصر الحديث أمثلة من الفساد في فترة كل من نيكسون وكلينتون. وعلى الرغم من اتخاذ الاحتياطات في النظام، ومن ذلك تحديد فترة الحكم، ووجود السلطات التشريعية، البرلمانية منها والقضائية، وغير ذلك.. على الرغم من ذلك يوجد الفساد في النظام الديمقراطي قبل العملية الانتخابية وأثناءها وبعدها. أما «ديمقراطية العالم الثالث» فقصتها طويلة؛ تحتاج إلى مقالة وحدها، بل تحتاج إلى كتاب من مجلدات. فما الحل يا تُرى؟! الملاحظ أن الملكيات الدستورية - ولها أمثلة من الغرب والشرق - يبدو أنها حل وسط ومقبول وعملي بين الديمقراطيات، الغربي منها والشرقي، وأنواع السلطات المطلقة في الشرق والغرب. المشكلات التي تتمخض عن هذه الديمقراطيات، ومن ثم أنظمة الحكم، لا تقتصر ملابساتها على البلد المعني، بل تلقي بظلالها على العلاقات بين الدول، وتسهم في الأزمات السياسية والاقتصادية، إقليميًّا ودوليًّا، ويتعقد حل كثير من القضايا. وما الأزمات في أفغانستان والعراق والشام والشمال الإفريقي وبعض دول أمريكا اللاتينية إلا أمثلة على نتائج فساد الديمقراطيات.
لذا فليخرس مدعو الديمقراطية عن دول استطاعت أن تسيطر على أوضاعها، ونجحت في برامجها التنموية، وكانت في غنى عن أنواع من الحكم أثبت الواقع زيفها. و»الحل السعودي» أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن جمعه بين أحكام الشريعة وما لا يتعارض معها من الأنظمة الحديثة.. يعتبر هذا الجمع والمواءمة أنموذجًا ناجحًا، يصدقه الواقع الملموس. ودعونا من الأنظمة الديمقراطية «شرقيها وغربيها».. دعونا منها ومن تخبطها الممقوت.