فوزية الجار الله
تبدأ الفكرة بسؤال غالباً وقد لا تنتهي بإجابة واحدة وإنما فيضٌ من الحقائق والمعلومات..
تساءل كثيرون عن بدء الزمان ونهايته وطبيعته سواء كان ذلك بمعناه المجمل أو بما يحويه من جزئيات صغيرة، ما بين العام أو السنة والفصل والشهر واليوم والساعة والدقيقة، حدث ذلك منذ الأزل من قبل كثير من الأدباء والعلماء والفلاسفة، لكنني هنا لست بصدد الإبحار في طبيعة الزمان وإنما أشير إلى خصوصية الزمن.. من نعم الله أن كان هذا الشهر الكريم متفرداً بجماله وقدسيته ودفء أيامه، يحدث ذلك حين نحياه كما يجب وحين نحترم خصوصيته وعمق معانيه..
في بداياتي الكتابية كنت أجد في رمضان زمناً جميلاً يحوي الكثير من الهدوء والسكينة أقضيها في الإبحار مابين الحروف والكلمات، يتمثل ذلك في شتى القراءات وكم لا بأس به من الكتب.. من الكتب الرائعة التي اكتشفتها في ذلك الحين «المعجم الأدبي» من تأليف الدكتور جبور عبدالنور، مؤلف المعجم إنسان متميز بسعة علمه واطلاعه، من مواليد 1913م، حائز على الدكتوراه في الآداب من فرنسا وقد تقلد عدة مناصب كان آخرها أستاذاً في الجامعة اللبنانية وعميداً لكلية التربية.. الكتاب يتضمن قسمين أولهما يحوي شرحاً وتوضيحاً مفصلاً بمنتهى التركيز والإيجاز لأكثر من تسعمائة من المصطلحات الأدبية. أما القسم الثاني فيتضمن عرضاً بانورامياً شاملاً لمجموعة من الآداب العالمية متتبعاً تطورها منذ الجاهلية حتى بلغت أوج الحضارة، من ضمن الآداب المذكورة: الأدب الإسباني، الإسكندنافي، الألماني، الإنجليزي، الإيطالي، الروسي.. إلخ..
هذا المعجم في رأيي يعتبر من الكتب الثرية وهو يبدو مفيداً جداً لكافة الأدباء والمثقفين وعلى وجه الخصوص ذلك الكاتب المبتدئ حيث يقدم له خلاصة الآداب العالمية إضافة إلى تعريف المصطلحات الأدبية وهي ما يحتاجه الكاتب في عمله وضمن قراءاته البحثية، أقتطف من هذا المعجم إحدى المصطلحات التي ربما يجهلها الكثيرون من جيل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي..
(إجازة: 1- أخذ الشاعر قولاً لسواه فيذيله بشيء من عنده على وزنه وقافيته وموضوعه، من الأمثلة على ذلك قول أحدهم:
أناسٌ مَضوا كانوا إذا ذكر الأُلى
مَضوا قبلهم صلَّوا عليهم وسلموا..
فأضاف شاعر آخر قوله مجيزاً:
وما نحنُ إلا مثلهم غير أننا
أقمنا قليلاً بعدهم وتقدموا
2- إتمام الشاعر البيت الذي أنشد غيره مِصراعاً منه.
3- تعليمياً/ إقرار خطي كان يكتبه أحد العلماء ويعترف فيه بأن حامله قد قرأ عليه علماً من العلوم أو كتاباً من الكتب المشهورة وأصبح قادراً على أن يتصدى من بعد ليدرس هذا العلم.. إلخ).
ما ذكرته ليس إلا لمحات عابرة حول ذلك المعجم وأتمنى أن أرى يوماً إضافة وتحديثاً له فهو يمثل إثراء للمكتبة العربية إلى جانب أمهات ومشاهير الكتب المرجعية الأخرى.