لكل زمن نهاية، وكل شيء له خاتمة، ولأن ديننا دين الكمال، فإن شهر رمضان أيضًا هو خير الأشهر جاء ليغسل أدران وذنوب سنة ماضية، وكلنا أخطاء، وخير الخطائين التوابون، فهل نفتح صفحة جديدة مع الله، ولن يصعب ذلك لأننا على ثقة بأن جميع الذنوب السابقة يغفرها الله لمن تاب، لنبدأ بالشيء البسيط المحبّب إلى النفوس وهو بذل الصدقة وإفطار الصائم ولو بشيء يسير.
لنضع لنا منهجًا في هذا الشهر بأن نقرأ كتاب الله كاملًا أو نصفه أو بعض أجزائه، لنزد في سنن الصلوات ولن تأخذ أكثر من خمس إلى عشر دقائق، لنعوِّد أبناءنا ونضع المكافآت لمن يختم كتاب الله أو يحفظ ما تيسَّر منه، وتقديمهم لعمل الخيرات، لنأخذ على أنفسنا حفظ ألسنتنا وعيوننا تقرّبًا إلى الله، لنعمل أي عمل ولو كان بسيطًا فهو عند الله عظيم، تصوَّرْ لو أنك جلست بعد صلاة العصر في المسجد ولو لنصف ساعة وطلبت من أبنائك أيضًا الجلوس معك، فكم من السرور والبهجة وراحة وطمأنينة القلب التي ستجدها؟!
اجلس مع نفسك وحاسبها على السنة الماضية ماذا عملت؟ واشكر الله على أن أحياك حتى تدرك هذا الشهر، وما هي إلا كلمة واحدة تقولها بصدق لرب العزة والجلال: اللهم إني تائب فاغفر لي.